نام کتاب : خلق الإنسان بين الطب والقرآن نویسنده : الدكتور محمد علي البار جلد : 1 صفحه : 402
ما أجمع عليه الأطباء من أن مبدأ التخليق والتصوير بعد الأربعين . فان قيل فكيف التوفيق بين هذا وبين حديث ابن مسعود وهو صريح في أن النطفة : أربعين يوما نطفة . . ثم أربعين علقة ثم أربعين مضغة . . ومعلوم أن العلقة والمضغة لا صورة فيهما ولا جلد ولا لحم ولا عظم . . والحاجة إلى التوفيق بين حديثه وحديث حذيفة بن أسيد المتقدم . . ولا تنافي بين الحديثين بحمد الله . " وهنا تصويران : أحدهما تصوير خفي لا يظهر وهو تصوير تقديري كما تصور حين تفصل الثوب أو تنجر الباب : مواضع القطع والفصل فيعلم عليها ويضع مواضع الفصل والوصل وكذلك كل من يضع صورة في مادة لا سيما مثل هذه الصورة . . ينشئ فيها التصوير والتخليق على التدرج شيئا بعد شئ لا وهلة واحدة كما يشاهد بالعيان في التخليق الظاهر في البيضة . . فههنا أربع مراتب : أحدهما : تصوير وتخليق علمي لم يخرج إلى الخارج . الثانية : مبدأ تصوير خفي يعجز الحس عن ادراكه . الثالثة : تصوير يناله الحس ولكنه لم يتم بعد . الرابعة : تمام التصوير الذي ليس بعده الا نفخ الروح . فالمرتبة الأولى علمية . . والثلاث الاخر خارجية عينية . وهذا التصوير بعد التصوير نظير التقدير بعد التقدير . . فالرب تعالى قدر مقادير الخلائق تقديرا عاما قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة . . وهنا كتب الشقاوة والسعادة والأعمال والأرزاق والآجال . . والثاني تقدير بعد هذا وهو أخص منه . . وهو التقدير عند القبضتين حين قبض تبارك وتعالى بيمينه وقال هؤلاء للجنة وبعمل أهل الجنة يعملون . وقبض أهل الشقاوة باليد الأخرى وقال : هؤلاء للنار وبعمل أهل النار يعملون . . والثالث تقدير بعد هذا وهو أخص منه كما في حديث حذيفة بن أسيد المذكور .
402
نام کتاب : خلق الإنسان بين الطب والقرآن نویسنده : الدكتور محمد علي البار جلد : 1 صفحه : 402