نام کتاب : خلق الإنسان بين الطب والقرآن نویسنده : الدكتور محمد علي البار جلد : 1 صفحه : 184
مجريات العلوم المختلفة بسبب الاحترام الشديد لآراء أرسطو والالتزام بها . وقد لخص أرسطو في بحثه عن الأجنة معتقدات أهل زمنه ورأيه فيها واعتبرها تندرج تحت نظريتين : الأولى : وهي ان الجنين يكون جاهزا في ماء الرجل فإذا دخل ماء الرجل الرحم انعقد ثم نما كما تنمو البذرة في الأرض يستمد غذاءه من الرحم . الثانية : ان الجنين يتخلق من دم الحيض حيث يقوم المني بعقده مثلما تفعل الإنفحة باللبن فتعقده وتحوله إلى جبن . . وليس للمني في ايجاد الولد دور قط وانما هو دور مساعد مثل دور الإنفحة في ايجاد الجبن . وقد أيد أرسطو هذه النظرية الأخيرة ومال إليها . . وقد كان أرسطو من المؤيدين لنظرية التخلق الذاتي التي تقول بتولد الدود والمخلوقات من العفونة والمواد المتحللة . . ولذا تصور ان الجنين يتخلق من دم الحيض كما كان يعتقد ان الحشرات والديدان تتولد من العفونات والمواد المتحللة [1] . . وقد ظلت هذه النظرية سائدة ردحا من الزمن حتى جاء لويس باستير العالم الفرنسي المشهور وقضى عليها قضاء مبرما عام 1864 حيث أثبت أن العفونات مصدرها مخلوقات دقيقة جدا ( تدعى الميكروبات ) . . وقد أثبت غيره من قبله بسنوات أن المواد المتحللة والعفونات لا تولد الديدان ولا الحشرات . . وانما تتوالد هذه الحشرات نتيجة تجمع بيضها حيث ترميه الحشرات الطائرة أو الزاحفة . . وتتولد اليرقات ثم تنمو اليرقات إلى حشرات . وعلى هذا الأساس قامت صناعة حفظ الأغذية . . وقد استطاع باستور أن ينقذ صناعة الجعة ( البيرة ) في وطنه فرنسا من الانهيار نتيجة لتلك الاكتشافات كما أن له الفضل في تعقيم اللبن بطريقته المنسوبة إليه - البسترة - وهي طريقة بسيطة تتمثل في تسخين اللبن إلى 60 درجة ثم تبريده بعد ذلك وحفظه في أواني
[1] قال فقهاء المسلمين بالاستحالة ( اي تحول ) الثمر إلى دود التمر وتحول الروث إلى دود الروث وهو كلام مبني على ما قاله القدماء من اليونان بتحول المواد إلى مخلوقات كما يحصل في التمر والفواكه وغيرها . .
184
نام کتاب : خلق الإنسان بين الطب والقرآن نویسنده : الدكتور محمد علي البار جلد : 1 صفحه : 184