نام کتاب : خلق الإنسان بين الطب والقرآن نویسنده : الدكتور محمد علي البار جلد : 1 صفحه : 18
الفخر الرازي والطبري وغيرهما . . . وكيف اتجه بعض علماء الاسلام إلى أن خلق الانسان مر بمراحل وأطوار من الطين إلى صورة آدم . . وكان من أصرحهم في ذلك ابن خلدون في المقدمة حيث يقول : " ثم أنظر إلى عالم التكوين كيف ابتدأ من المعادن ثم النبات ثم الحيوان على هيئة بديعة من التدريج . . آخر أفق المعادن متصل بأول أفق النبات مثل الحشائش وما لا بذر له . . وآخر أفق النبات مثل النخل والكرم متصل بأول أفق الحيوان مثل الحلزون والصدف . . ولم يوجد لهما إلا قوة اللمس فقط . . ومعنى الاتصال في هذه المكونات أن آخر أفق كل منها مستعد بالاستعداد الغريب لان يصير أول أفق الذي بعده واتسع عالم الحيوان وتعددت أنواعه . . وانتهى في تدريج التكوين إلى الانسان صاحب الروية ترتفع إليه من عالم القردة الذي اجتمع فيه الحس والادراك . ولم ينته إلى الروية والفكر بالفعل . . وكان ذلك أول أفق من الانسان بعده . . وهذا غاية شهودنا " . وأنت ترى مما جاء في كلام ابن خلدون تصريحا أقوى مما جاء في نظرية داروين في كتاب النشوء والارتقاء . . . وكذلك فعل الدميري والبلخي والفخر الرازي . . . واخوان الصفا . . وغيرهم . . من أعلام الفكر في تاريخ الاسلام مثل الفارابي والقزويني وابن مسكويه [1] . . . وذهبت إلى متحف التاريخ الطبيعي بلندن . . وهو مشيد على أساس فكرة التطور ويحتل تمثال داروين مكان الصدارة فيه . . ومكثت فيه ساعات طوالا . . وترددت عليه بعد ذلك مرات ومرات . . وقرأت العديد مما صدر حول نظرية
[1] لم تكن آراء هؤلاء المفكرين مدعاة للكفر بل على العكس من ذلك جعلوها مدعاة للايمان فابن خلدون ذكر كلامه الذي نقلناه في معرض حديثه في اثبات النبوة وكيف ان الانسان المختار يرتقي في لحظة من اللحظات إلى مستوى الملائكة بحيث يستطيع ان يتلقى الوحي عن الملك . . ونظرية داروين بها من الأخطاء العلمية الكثير ومع ذلك فينبغي أن يكون مجالها الجامعات والبحث العلمي . . وللأسف فقد قام اليهود باخراج هذه النظرية من مكانها العلمي إلى ميدان الغوغاء وذلك لمحاربة الأديان عموما والمسيحية على وجه الخصوص . . وبهذا أخرجت نظرية داروين من مكانها الصحيح . . وبمثل الذي نقول ، ذكره سيد قطب في الظلال ومحمد قطب في الانسان بين المادية والاسلام والأستاذ العقاد في " الانسان في القرآن " .
18
نام کتاب : خلق الإنسان بين الطب والقرآن نویسنده : الدكتور محمد علي البار جلد : 1 صفحه : 18