نام کتاب : خلق الإنسان بين الطب والقرآن نویسنده : الدكتور محمد علي البار جلد : 1 صفحه : 16
مني يمنى ، ثم كان علقة فخلق فسوى . فجعل منه الزوجين الذكر والأنثى . أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى ) * [1] . وسيطول بنا المقام كثيرا هنا لو استعرضنا آيات خلق الانسان وأطواره . . من النطفة والماء المهين إلى العلقة العالقة بجدار الرحم . . إلى المضغة التي تتشكل وتتصور . . إلى العظام التي تبنى ثم إلى العضلات تنمو وتكسو العظام . . ثم تمر بأطوار أخر يشق فيها السمع والبصر . . ويتكون الدماغ والنخاع والأعصاب ويتكون الكبد والرئة والفؤاد . . ويقام هيكل جسم الانسان بالعظام المختلفة والمقادير والأحجام والاشكال . . مفصلة بمفاصلها . . مرتبطة بأوتارها . . مكسوة بلحمها ( عضلاتها ) التي تشدها وتحركها . . . فسبحان من شملت قدرته كل مقدور وجرت مشيئته في خلقه بتصاريف الأمور يخلق ما يشاء . . * ( يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور . . أو يزوجهم ذكرانا وإناثا ويجعل من يشاء عقيما ) * [2] . وسبحان من خلق فسوى وقدر فهدى . . وجعل الزوجين الذكر والأنثى من نطفة إذا تمنى . . ثم صورها بعد ذلك في الأرحام تصويرا . . * ( هو الذي يصوركم في الأرحام كيف يشاء ) * [3] . والصلاة والسلام على خير الأنبياء والمرسلين محمد الهادي الأمين . . المبعوث رحمة للعالمين . . الذي أنار سبل الهداية وطمس طريق الضلال والغواية . . وتحدث عن مراحل خلق الانسان حديث من أطلعه الله على الغيب فتحدث عن النطفة حديث خبير عليم . . وأخبر اليهودي السائل أن الانسان يخلق من نطفة الذكر ونطفة الأنثى . . فأقر اليهودي قائلا : هكذا كان يقول من كان قبلك من الأنبياء والمرسلين . . وتحدث عن العلقة . . وكيف تخلق " إذا مر بالنطفة ثنتان وأربعون ليلة بعث الله ملكا فصورها وخلق سمعها وبصرها . .