responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : خلق الإنسان بين الطب والقرآن نویسنده : الدكتور محمد علي البار    جلد : 1  صفحه : 150


واستعداده لتقبل هذا الميكروب أو قدرته على مناعته . . كما أنه يرث استعداده لهذا المرض أو ذاك .
بل أن العلم الحديث قد خطا خطوات فقال إن الانسان موجود بشكل شيفرة ( الرمز الذي يستعمل في البرقيات أو غيرها ) معقدة مطوية مبرمجة ( أي أن لها برنامجا محددا ) فإذا استقرت النطفة الأمشاج في الرحم بدأت تفك شيئا من سرها المغلق حسب البرنامج المعد لذلك خطوة فخطوة . . حتى تخطو النطفة الأمشاج من مرحلة إلى مرحلة وتدلف من طور إلى طور حسب ذلك البرنامج المعد منذ أن كانت في عالم الذر حسب أمر بارئها وخالقها . . وفي أثناء هذه الرحلة الطويلة وهي تفك شيئا فشيئا من رموزها المغلقة وتوجه الخلايا لتكون الطبقة الخارجية الآكلة CYTOTROPHOBLAST في الكرة الجرثومية أو توجهها بأمر خالقها لكي تكون الطبقة الجرثومية الداخلية التي تتمايز إلى ورقتين ورقة الاكتودرم أو ورقة الانتودرم . . ثم تسير حسب توجيه بارئها لها الذي يرعاها في كل طور وفي كل لحظة وفي كل آن فيجعل هذه الخلايا تنمو لتكون الجهاز العصبي وأخرى تنمو لتكون الجهاز الهضمي وغيرها لتكون القلب والجهاز الدوري . .
وتكون الخلايا الجرثومية في أول أمرها " عميمة وجميمة ذات قوة كامنة ولها قدرة على التكييف والتفريق لما يحتاجه الحميل من خلايا متنوعة " [1] TOTIPOTENT ولكن ما ان تتمايز وتتحدد فإنها لا تعود مرة أخرى إلى ما كانت عليه من قبل . . بل انها تسير في الخط المحدد لها . . فإذا ما تحولت بعض خلايا الطبقة الخارجية ( الاكتودرم ) إلى خلايا الميزاب العصبي فإنها تبقى بعد ذلك في خطها المعلوم لتكوين الجهاز العصبي ولا تعود لتكوين الجلد أبدا . .
وكذلك إذا صارت بعض خلايا الطبقة الداخلية في طريقها لتكوين زر الرئة فإنها تسير بعد ذلك في تكوين الرئة ولا تعود أدراجها لتكوين الجهاز الهضمي أبدا .
وهي لا تتحول إلى خلايا محددة الا في الوقت المحدد المعلوم . . فمن ذا الذي يحدد ذلك الوقت ومن ذا الذي يحدد البرنامج الذي عليه تسير ؟ ! من غير الله .



[1] تكوين الجنين للدكتور شفيق عبد الملك .

150

نام کتاب : خلق الإنسان بين الطب والقرآن نویسنده : الدكتور محمد علي البار    جلد : 1  صفحه : 150
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست