طائفتين : طائفة ذهبت إلى ما ذهبنا إليه وهو ان ماء الرجل يخرج من بين صلب الرجل وترائبه . . وماء المرأة يخرج من بين صلب المرأة وترائبها . . وطائفة أخرى قالت إن الانسان يخرج من صلب الرجل وترائب المرأة . . وهو الرأي الذي أوضح الطب الحديث خطأه .
ويبدو أن الشهيد سيد قطب رحمه الله اختلط عليه الامر ففسر أن الماء الدافق يخرج من صلب الرجل أي عظام ظهره الفقارية . . ومن ترائب المرأة أي عظام صدرها العلوية . . وظن أن العلم الحديث يؤيد ذلك فقال ما يلي :
" فلينظر الانسان من أي شئ خلق والى أي شئ صار . إنه خلق من ماء دافق يخرج من بين الصلب والترائب . خلق من هذا الماء الذي يجتمع من صلب الرجل وهو عظام ظهره الفقارية ومن ترائب المرأة وهي عظام صدرها العلوية . لقد كان هذا سرا مكنونا في علم الله لا يعلمه البشر حتى كان نصف القرن الأخير حيث اطلع العلم الحديث على هذه الحقيقة بطريقته . وعرف انه في عظام الظهر الفقارية يتكون ماء الرجل وفي عظام الصدر العلوية يتكون ماء المرأة . حيث يلتقيان في قرار مكين ينشأ منهما الانسان " .
ولم يكتف الشهيد سيد قطب رحمه الله بإيراد الخطأ العلمي الذي وقع فيه . وانما نسبه أيضا إلى العلم الحديث . . وذلك غير صحيح .
والعجيب حقا ان الشيخ المراغي رحمه الله وهو قد سبق الشهيد سيد قطب في تفسيره بثلاثين عاما تقريبا قد أوضح الحقيقة العلمية ببيان جلي حيث يقول :
" وإذا رجعنا إلى علم الأجنة وجدنا في منشأ خصية الرجل ومبيض المرأة ما يفسر لنا هذه الآيات التي حيرت الألباب وذهب فيها المفسرون مذاهب شتى على قدر ما أوتي كل منهم من علم . . وان كان بعيدا عن الفهم الصحيح والرأي السديد .
" ذاك انه في الأسبوع السادس والسابع من حياة الجنين في الرحم ينشأ فيه ما يسمى جسم ولف وقناته على كل جانب من جانبي العمود الفقري . ومن جزء

120