نام کتاب : خلق الإنسان بين الطب والقرآن نویسنده : الدكتور محمد علي البار جلد : 1 صفحه : 392
وذلك لا ينفي أن الولد قد لا يشبه أيا من الوالدين كما جاء في حديث الفزاري [1] الذي عرض بنفي ولده لان امرأته ولدت غلاما أسود فرده النبي صلى الله عليه وسلم برفق بعد أن سأله عن إبله هل فيها من أورق ( أسمر ) فأقر الرجل بذلك فسأله المصطفى صلوات الله عليه فأنى أتاها ذلك فقال الرجل عسى أن يكون نزعه عرق . . فقال المصطفى صلوات الله عليه فهذا عسى أن يكون نزعه عرق " . والخلاصة أن عوامل الشبه لاحد الوالدين أو الأسلاف أو بظهور صفات جديدة كما حدث للفزاري الذي جاءته امرأته بغلام أسود . . ان هذه العوامل معقدة . . شديدة التعقيد . . . وبعضها يتبع قوانين مندل الوراثية وبعضها لا يتبعها . . وحتى تلك التي تتبعها لا تخضع لها بصورة مستمرة . . ( يراجع فصل التقدير في النطفة لمزيد من التفصيل في هذا الباب ) . ونحن لا ندري إلى الآن ما هو دور سبق الماء في ايجاد الشبه . . وقد يحتاج الامر إلى سنين طويلة حتى يكشف الله للانسان هذا السر . والامر على دقته البالغة وصعوبة البحث فيه مثير ويحتاج إلى أن يبذل علماء المسلمين في هذا الفن جهدهم . . ليوضحوا سر هذه الحقائق التي تحدث عنها المصطفى . . فيكون لهم بذلك فضل السبق في هذا الميدان الذي لم يسبقوا إليه بعد . مراحل التخليق ( تكوين الأعضاء ) ان الأحاديث الواردة في مراحل التخليق كثيرة منها ما حدد الأيام التي يدخل فيها الملك ومنها ما لم يحدد . أخرج الشيخان عن أنس رضي الله عنه قوله صلى الله عليه وسلم : ( 1 ) " وكل الله بالرحم ملكا يقول أي رب نطفة ؟ أي رب علقة ؟ أي رب مضغة ؟ فإذا أراد الله أن يقضي خلقا قال يا رب أذكر أم أنثى ؟ أشقى أم
[1] أخرجه البخاري ومسلم وأصحاب السنن الأربعة والدارقطني .
392
نام کتاب : خلق الإنسان بين الطب والقرآن نویسنده : الدكتور محمد علي البار جلد : 1 صفحه : 392