نام کتاب : تذكرة أولى الألباب نویسنده : الشيخ داود الأنطاكي جلد : 1 صفحه : 2
يؤتى الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة فقد أوتى خيرا كثيرا ( قرآن كريم ) بسم الله الرحمن الرحيم سبحانك يا مبدع مواد الكائنات بلا مثال سبق ، ومخترع صور الموجودات في أكمل نظام ونسق ومنوع أجناس المزاج الثاني نتائج الأوائل ، ومقسم فصوله المميزة على حسب الفواعل والقوابل ، ومزين جواهره بالاعراض والمجموع بالخواص ، وملهم استخراجها بالتجارب والقياس من اخترت من الخواص ، فكان ارتباطها بالمؤثرات على وحدانيتك أعدل شاهد ، وتطابق كلياتها وجزئياتها على علمك بالكليات والجزئيات ولو زمانية أصح راد على الجاحد ، تقدست حكيما علم غاية التركيب فعدله ، وواحدا علم أن لا قوام بدون الاستعداد فأتقنه وأصله ، فتثليث المئات وتسديس العشرات شاهد بالاتقان ، وتنصيف ذلك وتربيعه ، وتتسيعه وتسبيعه ، وتثليثه وتسديسه ، وواحده وتخميسه ، ونسبه الصحيحة إلى كل ذرة في العالمين ، وتوقيعه في كل تقسيم من الجهتين من أعظم الأدلة على احتياج ما سواك لفضلك ، وقصور العقول وإن ذقت عن تصور ساذج لمثلك ، فلك الحمد على جوهر نفيس خلص من رين العناصر الظلمانية ، بالسبك في فيوض الاجرام النورانية ، وعقل تيقن حين شاهد ما أودعت في الحوادث ، تنزهك عن الشريك والثالث ، وحكم أفضتها على ما تكاثر مزجا فاعتدل ، واستخرج بها ما دق في الثلاثة من سر الأربعة على تكثرها وجل ، وأجل صلاة تزيد على حركات المخيط وموجات المحيط زيادة تجل عن الاحصاء وتدق عن الاستقصاء على من اخترت من النفوس القدسية لقوام الأدوار في كل زمان ، والارشاد إلى منهاج الحق وقانون الصدق في كل عصر وأوان ، خصوصا على منتهى النظام وخاتمة الارتباط وانحلال القوام ، شفاء النفوس من الداء العضال وكاشف ظلم الطغيان والضلال ، صاحب البداية والنهاية والغاية في كل مطلب وكفاية ، وعلى القائمين بإيضاح طرقه وسننه وتحرير قواعد شرعه وسننه ما تعاقبت الأسباب والعلل ، واحتاجت الأجسام إلى الصحة عند تطرق الخلل . وبعد ، فتفاضل أفراد النوع الإنساني بعضها بعضا أظهر من أن يحتاج إلى دليل وارتقاؤها بالفضل وتكميل القاصرين ولو بالسعي والاجتهاد ، وإن لم تساعد الاقدار غنى عن التعليل وأن ذلك ليس إلا بقدر تحصيلها من العلوم التي بها يظهر تفاوت الهمم ، وينكشف للمتأمل ترافع القيم . ولما كان العمر أقصر من أن يحيط بكلها جملة وتفصيلا ، ويستقصى أصلها عدا وتحصيلا ، وجبت المنافسة منها في الأنفس الموصل للنوع الأوسط إلى النظام الأقدس ، ولا مرية أن المذكور ما كثر الاحتياج إليه وعم الانتفاع به وتوقفت صحة كل شخص عليه ، وغير خفى على ذي العقل السليم والطبع القويم أن ذلك محصور في متعلق الأبدان والأديان . ولما كان الثاني مشيد الأركان في كل أوان وثابت البنيان بحمد الله وتوفيقه في كل زمان . والأول مما قد نبذ ظهريا وجعل نسيا منسيا
2
نام کتاب : تذكرة أولى الألباب نویسنده : الشيخ داود الأنطاكي جلد : 1 صفحه : 2