نام کتاب : إمام علي الرضا ورسالته في الطب النبوي نویسنده : محمد علي البار جلد : 1 صفحه : 98
وأربعين ومائة ( 149 ه ) فنزلت القادسية فبينما أنا أنظر الناس إذ نظرت إلى شاب حسن الوجه ، شديد السمرة نحيف ، فوق ثيابه صوف مشتمل بشملة ، في رجليه نعلان وقد جلس منفردا . فقلت في نفسي : هذا الفتى من الصوفية ويريد أن يخرج مع الناس فيكون كلا عليهم . . والله لأمضين إليه ولأوبخنه . فدنوت منه فلما رآني قال : يا شقيق اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم ، وتركني وولى . فقلت في نفسي إن هذا الامر عظيم تكلم على ما في خاطري ونطق باسمي ، هذا عبد صالح ، لألحقنه وأسأله الدعاء وأن يحللني مما ظننته به فغاب عني . فلما نزلنا واقضة فإذا هو واقف يصلي فصبرت حتى فرغ من صلاته فالتفت إلي وقال : يا شقيق ( وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى ) ثم قام ومضى وتركني . فقلت هذا الفتى من الابدال لقد تكلم على سري مرتين . فلما نزلنا زبالا ( اسم منزل ) وإذا أنا بالفتى قائم على البئر . وبيده ركوة ( قربة ) يريد أن يستقي فيها الماء ، فسقطت الركوة من يده في البئر فرمق إلى السماء بطرفه وسمعته يقول : أنت ربي إذا ظمئت . . ثم قال اللهم إلهي وسيدي ما لي سواك . فلا تعدمنيها . قال شقيق فوالله لقد رأيت الماء ارتفع إلى رأس البئر والركوة طافية عليه فمد يده وأخذها ملأ ، فتوضى منها وصلى أربع ركعات . ثم مال إلى كثيب رمل فجعل يقبض بيده ويجعل في الركوة ويحركها ويشرب فأقبلت نحوه وسلمت عليه فقلت أطعمني من فضل ما أنعم الله عليك فقال : يا شقيق ، لم تزل نعم الله ظاهرة وباطنة فأحسن ظنك بربك . ثم ناولني الركوة فشربت منها فإذا هو سويق وسكر فوالله ما شربت قط ألذ منه ولا أطيب . فشبعت ورويت وأقمت أياما لا أشتهي طعاما ولا شرابا .
98
نام کتاب : إمام علي الرضا ورسالته في الطب النبوي نویسنده : محمد علي البار جلد : 1 صفحه : 98