نام کتاب : إمام علي الرضا ورسالته في الطب النبوي نویسنده : محمد علي البار جلد : 1 صفحه : 89
وروى الحاكم النيسابوري بسنده أن الإمام علي الرضا نظر إلى رجل فقال له : يا عبد الله أوصي بما تريد ، واستعد لما لا بد منه ، فمات الرجل بعد ذلك بثلاثة أيام . وعن الحسين بن موسى قال : كنا حول أبي الحسن الإمام علي الرضا ونحن شباب من بني هاشم إذ مر علينا جعفر بن علي العلوي وهو رث الهيئة ، فنظر بعضنا إلى بعض مستزرين لهيئته . فقال الرضا : سترونه عما قريب كثير المال ، كثير الخدم ، حسن الهيئة . فما مضى إلا شهر واحد حتى ولي أمرة المدينة وحسنت حاله . وكان يمر علينا وحوله الخدم والحشم يسيرون بين يديه . وعن الحسين بن يسار قال : إن الرضا ذكر أن عبد الله المأمون يقتل محمدا الأمين وذلك قبل وفاة هارون الرشيد . فكان كما قال . ومر يحيى بن خالد البرمكي في منى وهو مغطى وجهه من الغبار فقال أبو الحسن الرضا عندما رآه : ( مساكين هؤلاء لا يدرون ما يحل بهم في هذه السنة . فكان من أمرهم ما كان ) . وقد سبق أن ذكرنا قصة الشاعر دعبل الخزاعي الذي مدح الرضا بقصيدة فأعطاه الرضا مائة دينار فأراد أن يردها لأنه لم يمدح الرضا إلا قربى ومحبة لآل رسول الله . وقد أخبره الرضا أنه سيصرفها أحوج ما يكون إليها . فكان كما كان عندما هاجمهم اللصوص ثم عفوا عنهم وردوا مالهم بسبب القصيدة إياها كما تقدم . كما ذكرنا أن الرضا أثناء احتفال ولاية العهد أسر إلى أحد خاصته أن هذا الامر لا يتم . فكان كما قال . وأخبر الرضا هرثمة بن أعين وكان من خدام المأمون وخاصته بسر وطلب منه أن لا يحدث به إلا عند وفاته . قال له : يا هرثمة أنه قد دنا رحيلي ولحوقي بجدي وآبائي . وقد بلغ الكتاب أجله وإني أطعم عنبا ورمانا مفتونا فأموت . ويقصد الخليفة أن يجعل قبري خلف قبر أبيه الرشيد . ولكن الأرض تشتد عليهم فلا تعمل فيها المعاول . . يا هرثمة إنما مدفني في الجهة الفلانية ، وعين له المكان . فإذا أنا مت فاعلمه ( أي المأمون ) بجميع ما قلته لك . وقل له إن أرادوا الصلاة
89
نام کتاب : إمام علي الرضا ورسالته في الطب النبوي نویسنده : محمد علي البار جلد : 1 صفحه : 89