responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إمام علي الرضا ورسالته في الطب النبوي نویسنده : محمد علي البار    جلد : 1  صفحه : 49


براءته من ضرب الامام مالك فأقاد مالكا من جعفر بن سليمان العباسي ( عم المنصور وواليه على المدينة الذي أمر بضرب مالك ) فقال مالك : أعوذ بالله ، والله ما ارتفع منها سوط على جسمي إلا وأنا أجعله في حل من ذلك لقرابته من رسول الله صلى الله عليه وسلم . وقال الذراوردي : سمعته يقول ، حين ضربه : ( اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون ) .
وهو موقف نبيل من الامام مالك ، يتشبه فيه بموقف الحبيب الأعظم محمد صلى الله عليه وسلم .
وهكذا كان هذا الطود العظيم والعلم الشامخ ، منافحا عن آل بيت النبي ، فضرب وأهين وخلع كتفه وهو ثابت على ولائه للنفس الزكية حفيد الحسن بن علي وفاطمة بنت محمد رضي الله عن الجميع .
ومع هذا لم يحقد على من ضربه بل عفا عنه لقرابته من رسول الله صلى الله عليه وسلم .
ورغم هذا كله فقد عرف عن الامام مالك عزوفه عن السياسة والمشاركة فيها ، إلا أنه لم يملك نفسه عندما رأى النفس الزكية قد خرج من أن يشجع الناس بفتواه على الانخراط في ثورته ضد المنصور العباسي ، وأن يتحللوا من أيمانهم المغلظة التي أخذها منهم والي المنصور العباس كرها . . فقال قولته المشهورة ( ليس على مستكره يمين ) وقال : ( ليس على مستكره طلاق ) . وقد كانت تلك الايمان التي أخذها ولاة المنصور ، يذكر فيها أن زوجة المرء تطلق إذا هو نكث بيعة المنصور .
ورغم هذه الظروف القاسية والمحنة التي مر بها الامام مالك إلا أنه ثبت لها . ولما انتهت ثورة النفس الزكية بالفشل وقتل هو وأنصاره ، وتم الامر للمنصور اعتزل الامام مالك الناس في بيته . . ومع هذا كان يخرج لهم في داره يعلمهم الفقه والحديث . . ويعظ الملوك والولاة . ويأتيه المنصور ويعتذر إليه عما فعله عمه جعفر والي المدينة . . ويقول له : ( ضع للناس كتابا أحملهم عليه . . ضعه فما أحد اليوم أعلم منك ) . ويعتذر مالك عن حمل الناس على كتابه الموطأ . ويموت المنصور والمهدي من بعده ، ومالك لا يزال يراجع كتابه الموطأ . حتى إذا أتى الرشيد ذكر لمالك ما قاله جده المنصور فيأبى مالك أن يفرض كتابه على الناس ويقول : إن

49

نام کتاب : إمام علي الرضا ورسالته في الطب النبوي نویسنده : محمد علي البار    جلد : 1  صفحه : 49
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست