نام کتاب : إمام علي الرضا ورسالته في الطب النبوي نویسنده : محمد علي البار جلد : 1 صفحه : 50
أصحاب رسول الله تفرقوا في البلاد . . وأفتى أهل كل مصر بما وصل لديهم ورأوه . فلا تحمل الناس على الموطأ . وهكذا كان هذا العلم شامخا في علمه وتواضعه وصبره وحلمه وجهاده . وكان شديدا في الفتيا وكثيرا ما كان يسأل عن المسألة فيقول : لا أدري . وقد اشتهرت قصة الرجل الذي جاءه من المغرب في مسألة يستفتيه فقال له مالك : لا أدري . فقال الرجل : أتقول لا أدري وأنت أعلم أهل الأرض اليوم وقد جئتك من بلاد بعيدة وسافرت إليك ستة أشهر ؟ فقال مالك : إذهب إلى بلادك وقل لهم : مالك يقول لا أدري . ولقد استفاد الامام مالك من صحبة الإمام جعفر الصادق . وكان كلا منهما يحب صاحبه ويوقره . قال مالك : ( كنت آتي جعفر بن محمد ، وكان كثير المزاح والتبسم ، فإذا ذكر عنده النبي صلى الله عليه وسلم اخضر واصفر . ولقد اختلفت إليه زمانا ، فما كنت أراه إلا على ثلاث خصال : إما مصليا وإما صائما وإما يقرأ القرآن ، وما رأيته قط يحدث عن رسول الله إلا على الطهارة ولا يتكلم فيما لا يعنيه ، وكان من العلماء الزهاد العباد الذين يخشون الله . وما رأيته قط ، إلا يخرج الوسادة من تحته ويجعلها تحتي ) . أبو حنيفة النعمان ( 80 - 151 ) ( النعمان بن ثابت بن زوطي بن تباه الكوفي المولد . فارسي الأب والام . أصله من بلخ ( شمال أفغانستان ) . لقي ستة من الصحابة منهم أنس بن مالك . وسمع من التابعين . وقد أفاد الامام مالك من الإمام جعفر الصادق ومن أبيه الإمام محمد الباقر بن علي زين العابدين ، رحم الله الجميع . كان الإمام أبو حنيفة النعمان من أشد الناس حبا لآل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم . وقد تتلمذ الإمام أبو حنيفة لمجموعة من أعلام البيت النبوي منهم الإمام محمد الباقر بن علي زين العابدين [1] . وقد ذهب إليه الإمام أبو حنيفة إلى المدينة المنورة
[1] محمد بن علي بن الحسين السبط بن علي بن أبي طالب : أبو جعفر الباقر : ( 57 - 114 ه ) ولد بالمدينة وتوفي بها . أخذ العلم عن أبيه علي زين العابدين وآل بيته الكرام وبهم تأدب . كان ناسكا عالما زاهدا . سمي بالباقر ، من بقر الأرض أو بقر البطن أي شقها ، لأنه بقر العلم وأظهر مخبآت كنوز المعارف وحقائق الاحكام . وقد روى ابن المديني عن جابر بن عبد الله الأنصاري ( رضي الله عنهما ) أنه قال لمحمد بن علي وهو صغير : رسول الله صلى الله عليه وسلم يسلم عليك فقيل له : وكيف ذلك ؟ قال : كنت جالسا عنده والحسين في حجره يلاعبه . فقال صلى الله عليه وسلم يا جابر يولد له مولود اسمه علي ، إذا كان يوم القيامة نادى مناد : ليقم سيد العابدين ، فيقوم ولده ، ثم يولد له ولد اسمه محمد فإذا أدركته يا جابر فاقرئه مني السلام . وهو علوي من جهة أبيه وأمه . قال الامام الحداد : والباقر السجاد خير مهذب العالم الرباني المتورع
50
نام کتاب : إمام علي الرضا ورسالته في الطب النبوي نویسنده : محمد علي البار جلد : 1 صفحه : 50