responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الطب النبوي نویسنده : ابن قيم الجوزية    جلد : 1  صفحه : 42


في غاية النضج - الحجامة فيها أنفع من الفصد بكثير : فإن الدم ينضج ويروق ويخرج إلى سطح الجسد الداخل ، فتخرج الحجامة ما لا يخرجه الفصد . ولذلك كانت أنفع للصبيان من الفصد ، ولمن لا يقوى على الفصد .
وقد نص الأطباء : على أن البلاد الحارة الحجامة فيها أنفع وأفضل من الفصد ، وتستحب في وسط الشهر [1] وبعد وسطه ، وبالجملة : في الربع الثالث من أرباع الشهر .
لان الدم في أول الشهر لم يكن بعد قد هاج وتبيغ [2] ، وفى آخره : يكون قد سكن .
وأما في وسطه وبعيده : فيكون في نهاية التزيد .
قال صاحب القانون : " ويأمر باستعمال الحجامة لا في أول الشهر : لان الاخلاط لا تكون قد تحركت وهاجت ، ولا في آخره : لأنها تكون قد نقصت . بل في وسط الشهر :
حين تكون الاخلاط هائجة بالغة في تزايدها ، لتزايد النور في جرم القمر . وقد روى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : خير ما تداويتم به : الحجامة ، والفصد [3] . وفى حديث : خير الدواء : الحجامة والفصاد " . انتهى .
وقوله صلى الله عليه وسلم : " خير ما تداويتم به الحجامة " ، إشارة إلى أهل الحجاز والبلاد الحارة : لان دماءهم رقيقة ، وهى أميل إلى ظاهر أبدانهم ، لجذب الحرارة الخارجة لها إلى سطح الجسد ، واجتماعها في نواحي الجلد ، ولان مسام أبدانهم واسعة ، وقواهم متخلخلة . ففي الفصد لهم خطر . والحجامة تفرق اتصالي إرادي : يتبعه استفراغ كلي من العروق ، وخاصة العروق



[1] كذا بالزاد . وفى الأصل : " وسطه " . وهو تحريف .
[2] أي : هاج ، وكثر ! وسيأتى للمصنف تفسيره بالأول ! . اه‌ ق .
[3] الحجامات على نوعين : حجامات جافة ، وحجامات رطبة . وتختلف الرطبة عن الجافة : بالتشريط قبل وضع الحجامات لامتصاص بعض الدم من مكان المرض . وتستعمل الحجامات الجافة إلى الآن : لتخفيف الآلام في العضلات ، خصوصا عضلات الظهر ، نتيجة إصاباتها بالروماتزم . أما الحجامات الرطبة ، فتستعمل في بعض حالات هبوط القلب المصحوبة بارتشاح في الرئتين ، وتعمل على ظهر القفص الصدري . أما الفصد ، فيستعمل الآن : في حالات هبوط القلب الشديد المصحوب بزرقة في الشفتين ، وعسر شديد في التنفس . ويعمل الفصد بواسطة إبرة واسعة القناة ، تدخل في وريد ذراع المريض . ويأخذ من 300 سم إلى 500 سم 3 . وهذه العملية البسيطة أنقذت حياة كثير من مرض هبوط القلب ، في الحالات الأخيرة . اه‌ د .

42

نام کتاب : الطب النبوي نویسنده : ابن قيم الجوزية    جلد : 1  صفحه : 42
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست