نام کتاب : الطب النبوي نویسنده : ابن قيم الجوزية جلد : 1 صفحه : 22
فأخذتني الحمى فقال : ابردها عنك بماء زمزم ، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : إن الحمى من فيح جهنم ، فابردوها بالماء " ، أو قال : " بماء زمزم " . وراوى هذا قد شك فيه . ولو جزم به : لكان أمرا لأهل مكة : بماء زمزم ، إذ هو متيسر عندهم ، ولغيرهم : بما عندهم من الماء . ثم اختلف من قال : إنه على عمومه ، هل المراد به : الصدقة بالماء ؟ أو استعماله ؟ على قولين . والصحيح : أنه استعماله . وأظن : أن الذي حمل من قال : المراد الصدقة به ، أنه أشكل عليه استعمال الماء البارد في الحمى ، ولم يفهم وجهه . مع أن لقوله وجها حسنا ، وهو : أن الجزاء من جنس العمل . فكما أخمد لهيب العطش عن الظمآن بالماء البارد ، أخمد الله لهيب الحمى عنه : جزاء وفاقا . ولكن هذا يؤخذ من فقه الحديث وإشارته . وأما المراد به : فاستعماله . وقد ذكر أبو نعيم وغيره - من حديث أنس ، يرفعه - : " إذا حم أحدكم : فليرش عليه الماء البارد ثلاث ليال من السحر " [1] . وفى سنن ابن ماجة - عن أبي هريرة يرفعه - : " الحمى من كير جهنم ، فنحوها عنكم بالماء البارد " [2] . وفى المسند وغيره - من حديث الحسن ، عن سمرة يرفعه - : " الحمى قطعة من النار ، فابردوها عنكم بالماء البارد " [3] . وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا حم دعا بقربة من ماء ، فأفرغها على رأسه ، فاغتسل .
[1] أبو نعيم هو : صاحب كتاب " حلية الأولياء " . وأخرج الحديث أيضا : النسائي ، والحاكم في صحيحه ، والضياء ( المقدسي ) في " المختارة " - وشرطه فيها أحسن من شرط الحاكم في صحيحه - وأبو يعلى والطبراني في الأوسط . ورجاله ثقات . اه ق . [2] هذا الحديث لم يخرجه - من أصحاب الكتب الستة - غير ابن ماجة ، ولم يخرجه مالك ، ولا أحمد ، ولا الدارمي ، ولا الحاكم . ولكن السندي شارحه ( شارح سنن ابن ماجة ) نقل : أنه صحيح ورجاله ثقات . و ( الكير ) هو : كير الحداد ، على جعل مثله لجهنم : تشبيها ، أو تخبيلا . اه ق . [3] وأخرجه : الحاكم في صحيحه ، والطبراني في الأوسط ، والبزار . اه ق .
22
نام کتاب : الطب النبوي نویسنده : ابن قيم الجوزية جلد : 1 صفحه : 22