responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الطب النبوي نویسنده : ابن قيم الجوزية    جلد : 1  صفحه : 21


وقال الرازي في كتابه الكبير : " إذا كانت القوة قوية والحمى حادة جدا - والنضج بين ، ولا ورم في الجوف ، ولا فتق - : ينفع الماء البارد شربا . وإن كان العليل خصب البدن ، والزمان حار ، وكان معتادا لاستعمال الماء البارد من خارج - :
فليؤذن فيه " .
وقوله : " الحمى من فيح جهنم " ، هو : شدة لهبها وانتشارها . ونظيره قوله : " شدة الحر من فيح جهنم " . وفيه وجهان :
( أحدهما ) : أن ذلك أنموذج ورقيقة اشتقت من جهنم ، ليستدل بها العباد عليها ويعتبروا بها . ثم إن الله سبحانه قدر ظهورها بأسباب تقتضيها . كما أن الروح والفرح والسرور واللذة : من نعيم الجنة ، أظهرها الله في هذه الدار : عبرة ودلالة ، وقدر ظهورها بأسباب توجبها .
( والثاني ) : أن يكون المراد التشبيه ، فشبه شدة الحمى ولهبها بفوح جهنم ، وشبه شدة الحربة أيضا . تنبيها للنفوس على شدة عذاب النار ، وأن هذه الحرارة العظيمة مشبهة بفيحها . وهو : ما يصيب من قرب منها : من حرها .
وقوله : " فابردوها " ، روى بوجهين : بقطع الهمزة وفتحها ، رباعي من " أبرد الشئ " : إذا صيره باردا ، مثل " أسخنه " : إذا صيره سخنا . والثاني : بهمزة الوصل مضمومة ، من " برد الشئ يبرده " . وهو أفصح : لغة واستعمالا . والرباعي لغة رديئة عندهم . قال الحماسي :
إذا وجدت لهيب الحب في كبدي : * أقبلت نحو سقاء القوم أبترد هبني بردت ببرد الماء ظاهره * فمن لنار على الأحشاء تتقد ؟ !
وقوله : " بالماء " ، فيه قولان : ( أحدهما ) : أنه كل ماء . وهو الصحيح .
( والثاني ) : أنه ماء زمزم . واحتج أصحاب هذا القول ، بما رواه البخاري في صحيحه ، عن أبي جمرة نصر [1] بن عمران الضبعي ، قال : " كنت أجالس ابن عباس بمكة ،



[1] بالأصل : " حمزة نصر " : وبالزاد ( ص 72 ) : " جمرة نضر " . وكلاهما قد وقع فيه تصحيف والصواب ما أثبتناه . راجع تهذيب التهذيب ( 10 / 431 ) ، والخلاصة ( ص 344 : ط الخشاب ) .

21

نام کتاب : الطب النبوي نویسنده : ابن قيم الجوزية    جلد : 1  صفحه : 21
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست