نام کتاب : الطب النبوي نویسنده : ابن قيم الجوزية جلد : 1 صفحه : 204
( وأيضا ) : فإنه يضر بالمرأة جدا ، لأنه وارد غريب ، بعيد عن الطباع ، منافر لها غاية المنافرة . ( وأيضا ) : فإنه يحدث الهم والغم ، والنفرة عن الفاعل والمفعول . ( وأيضا ) : فإنه يسود الوجه ، ويظلم الصدر ، ويطمس نور القلب ، ويكسو الوجه وحشة تصير عليه كالسيماء : يعرفها من له أدنى فراسة . ( وأيضا ) : فإنه يوجب النفرة والتباغض الشديد ، والتقاطع بين الفاعل والمفعول ولا بد . ( وأيضا ) : فإنه يفسد حال الفاعل والمفعول فسادا لا يكاد يرجى بعده صلاح ، إلا أن يشاء الله بالتوبة النصوح . ( وأيضا ) : فإنه يذهب بالمحاسن منهما ، ويكسوهما ضدها . كما يذهب بالمودة بينهما ، ويبدلهما بها تباغضا وتلاعنا . ( وأيضا ) : فإنه من أكبر أسباب زوال النعم ، وحلول النقم . فإنه يوجب اللعنة والمقت من الله ، وإعراضه عن فاعله ، وعدم نظره إليه . فأي خير يرجوه بعد هذا ؟ وأي شر يأمنه ؟ وكيف حياة عبد قد حلت عليه لعنة الله ومقته ، وأعرض عنه بوجهه ، ولم ينظر إليه ! . ( وأيضا ) : فإنه يذهب بالحياء جملة ، والحياء هو حياة القلوب ، فإذا فقدها القلب : استحسن القبيح ، واستقبح الحسن . وحينئذ : فقد استحكم فساده . ( وأيضا ) : فإنه يحيل الطباع عما ركبها الله عليه [1] ، ويخرج الانسان عن طبعه إلى طبع لم يركب الله عليه شيئا من الحيوان ، بل هو طبع منكوس . وإذا نكس الطبع : انتكس القلب والعمل والهدى ، فيستطيب - حينئذ - الخبيث من الأعمال والهيئات ، ويفسد حاله وعمله وكلامه بغير اختياره . ( وأيضا ) : فإنه يورث - من الوقاحة والجرأة - مالا يورثه سواه . ( وأيضا ) : فإنه يورث - من المهانة والسفال والحقارة - مالا يورثه غيره . ( وأيضا ) : فإنه يكسو العبد - من حلة المقت والبغضاء وازدراء [2] الناس له
[1] هذا ليس بالزاد 150 . [2] بالأصل : واذدراء . وهو تصحيف .
204
نام کتاب : الطب النبوي نویسنده : ابن قيم الجوزية جلد : 1 صفحه : 204