نام کتاب : الطب النبوي نویسنده : ابن قيم الجوزية جلد : 1 صفحه : 188
وأردأ منه : أن ينام منبطحا على وجهه . وفى المسند وسنن ابن ماجة ، عن أبي أمامة ، قال : " مر النبي صلى الله عليه وسلم على رجل نائم في المسجد ، منبطح على وجهه ، فضربه برجله ، وقال : قم - أو اقعد - فإنها نومة جهنمية " . قال : أبقراط في كتاب التقدمة : " وأما نوم المريض على بطنه ، من غير أن يكون عادته في صحته جرت بذلك ، فذلك يدل على اختلاط عقل ، وعلى ألم في نواحي البطن " . قال الشراح لكتابه : لأنه خالف العادة الجيدة ، إلى هيئة رديئة ، من غير سبب ظاهر ولا باطن . والنوم المعتدل ممكن للقوى الطبيعة من أفعالها ، مريخ للقوة النفسانية ، مكثر من جوهر حاملها ، حتى إنه ربما عاد بإرخائه مانعا من تحلل الأرواح . ونوم النهار ردئ يورث الأمراض الرطوبية والنوازل ، ويفسد اللون ، ويورث الطحال ، ويرخى العصب ، ويكسل ويضعف الشهوة ، إلا في الصيف وقت الهاجرة . وأردؤه : نوم أول النهار . وأردأ منه : النوم آخره بعد العصر . ورأى عبد الله بن عباس ابنا له نائما نومة الصبحة ، فقال : " قم ، أتنام . في الساعة التي تقسم فيها الأرزاق ؟ ! " وقيل : نوم النهار ثلاثة : خلق ، وخرق [1] وحمق . فالخلق : نومة الهاجرة ، وهى خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم . والخرق ( 1 ) : نومة الضحى يشغل عن أمر الدنيا والآخرة . والحمق : نومة العصر . قال بعض السلف : " من نام بعد العصر ، فاختلص عقله - فلا يلومن إلا نفسه " . وقال الشاعر : ألا إن نومات الضحى تورث الفتى * خبالا ، ونومات العصير جنون ونوم الصبحة ( 2 ) يمنع الرزق : لان ذلك وقت تطلب فيه الخليقة أرزاقها ، وهو وقت
[1] بالزاد : " وحرق . . . والحرق " . وهو تصحيف . ( 2 ) أي : حين يصبح المرء ، كما في المختار . وبالزاد : الصبيحة .
188
نام کتاب : الطب النبوي نویسنده : ابن قيم الجوزية جلد : 1 صفحه : 188