responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الطب النبوي نویسنده : ابن قيم الجوزية    جلد : 1  صفحه : 164


أشبه [1] . ومعنى هذه اللفظة بالفارسية : أيوجعك بطنك ؟ .
فإن لم ينشرح صدر زنديق الأطباء بهذا العلاج : فيخاطب بصناعة الطب ، ويقال له :
الصلاة رياضة النفس والبدن جميعا ، إذ كانت تشتمل على حركات وأوضاع مختلفة : من الانتصاب ، والركوع ، والسجود ، والتورك ، والانتقالات ، وغيرها من الأوضاع : التي يتحرك معها أكثر المفاصل ، وينغمز معها أكثر الأعضاء الباطنة : كالمعدة والأمعاء ، وسائر آلات النفس والغذاء . فما ينكر أن [2] في هذه الحركات تقوية وتحليلا للمواد - ولا سيما بواسطة قوة النفس وانشراحها في الصلاة - فتقوى الطبيعة ، فيندفع الألم .
ولكن داء الزندقة والاعراض عما جاءت به الرسل ، والتعوض عنه بالالحاد - داء : ليس له دواء إلا نار ( تلظى ، لا يصلاها إلا الأشقى ، الذي كذب وتولى ) [3] .
وأما تأثير الجهاد في دفع الهم والغم ، فأمر معلوم بالوجدان : فإن النفس متى تركت صائل الباطل وصولته واستيلاءه ، اشتد همها وغمها ، وكربها وخوفها . فإذا جاهدته لله تعالى : أبدل الله ذلك الهم والحزن ، فرحا ونشاطا وقوة . كما قال تعالى : ( قاتلوهم : يعذبهم الله بأيديكم ويخزهم ، وينصركم عليهم ، ويشف صدور قوم مؤمنين ، ويذهب غيظ قلوبهم ) . فلا شئ أذهب لجوى القلب وغمه وهمه وحزنه ، من الجهاد والله المستعان .
وأما تأثير " لا حول ولا قوة إلا بالله " في دفع هذا الداء فلما فيها : من كمال التفويض ، والتبرئ من الحول والقوة إلا به ، وتسليم الامر كله له ، وعدم منازعته في شئ منه ، وعموم ذلك لكل تحول من حال إلى حال في العالم العلوي والسفلى ، والقوة على ذلك التحول ، وأن ذلك كله بالله وحده . فلا يقوم لهذه الكلمة شئ .
وفى بعض الآثار : " أنه ما ينزل ملك من السماء ولا يصعد إليها ، إلا بلا حول ولا قوة إلا بالله " . ولها تأثير عجيب في طرد الشيطان . والله المستعان .



[1] وقال الفيروز بادي في سفر السعادة : وباب تكلم النبي صلى الله عليه وسلم بالفارسية ، لم يصح فيه شئ ، ولم يثبت . اه‌ ق .
[2] في الزاد : " أن يكون . . وتحليل " . وكلاهما صحيح .
[3] اقتباس من سورة الليل : ( 14 - 16 ) .

164

نام کتاب : الطب النبوي نویسنده : ابن قيم الجوزية    جلد : 1  صفحه : 164
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست