responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الطب النبوي نویسنده : ابن قيم الجوزية    جلد : 1  صفحه : 163


دفعا لما يجدونه في صدورهم : من الضيق والهم والغم . كما قال شيخ الفسوق [1] :
وكأس شربت على لذة * وأخرى تداويت منها بها وإذا كان هذا تأثير الذنوب والآثام في القلوب : فلا دواء لها الا التوبة والاستغفار .
وأما الصلاة فشأنها في تفريح القلب وتقويته ، وشرحه وابتهاجه ولذته ، أكبر شأن .
وفيها - : من اتصال القلب والروح بالله وقربه ، والتنعم بذكره ، والابتهاج بمناجاته ، والوقوف بين يديه ، واستعمال جميع البدن وقواه وآلاته في عبوديته ، وإعطاء كل عضو حظه منها ، واشتغاله عن التعلق بالمخلوق [2] وملابستهم ومحاورتهم ، وانجذاب قوى قلبه وجوارحه إلى ربه وفاطره ، وراحته من عدوه حالة الصلاة . - ما صارت به من أكبر الأدوية والمفرحات ، والأغذية التي لا تلائم إلا القلوب الصحيحة . وأما القلوب العليلة ، فهي كالابدان العليلة :
لا تناسبها الأغذية الفاضلة .
فالصلاة : من أكبر العون على تحصيل مصالح الدنيا والآخرة ، ودفع مفاسد الدنيا والآخرة ، وهى منهاة عن الاثم ، ودافعة لادواء القلوب ، ومطردة للداء عن الجسد ، ومنورة للقلب ، ومبيضة للوجه ، ومنشطة للجوارح والنفس ، وجالبة للرزق ، ودافعة للظلم ، وناصرة للمظلوم ، وقامعة لاخلاط الشهوات ، وحافظة للنعمة ، ودافعة للنقمة ، ومنزلة للرحمة ، وكاشفة للغمة ، ونافعة من كثير من أوجاع البطن .
وقد روى ابن ماجة في سننه - من حديث مجاهد ، عن أبي هريرة - قال : " رآني رسول الله صلى الله عليه وسلم : وأنا نائم أشكو من وجع بطني ، فقال لي : " يا أبا هريرة ، إشكم درد ؟ ( قال ) قلت : نعم يا رسول الله . قال : قم فصل ، فإن في الصلاة شفاء .
وقد روى هذا الحديث موقوفا على أبي هريرة ، وأنه [3] هو الذي قال ذلك لمجاهد . وهو



[1] هو الأعشى . وقد اقتدى به أبو نواس في قوله : دع عنك لومي ، فإن اللوم إغراء ، * وداوني بالتي كانت هي الداء
[2] كذا بالأصل والزاد 132 . وهو صحيح لا ينافيه ما بعده ، لأنه جمع من حيث تعدد أفراده . وقد ضرب عليه ق ، وأبدله بلفظ : بالمخلوقين . ولا ضرورة له .
[3] كذا بالزاد . وفى الأصل : أنه . وهو تحريف .

163

نام کتاب : الطب النبوي نویسنده : ابن قيم الجوزية    جلد : 1  صفحه : 163
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست