responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الطب النبوي نویسنده : ابن قيم الجوزية    جلد : 1  صفحه : 157


ذكره ، وأن [1] يكون أحب إليه من كل ما سواه ، وأرجى عنده من كل ما سواه ، وأجل في قلبه من كل ما سواه ، ولا نعيم له ولا سرور ولا لذة - بل ولا حياة - إلا بذلك .
وهذا له بمنزلة الغذاء والصحة والحياة . فإذا فقد غذاءه وصحته وحياته : فالهموم والغموم والأحزان مسارعة من كل صوب إليه ، ورهن مقيم عليه .
ومن أعظم أدوائه : الشرك والذنوب والغفلة ، والاستهانة بمحابه ومراضيه ، وترك التفويض إليه ، وقلة الاعتماد عليه ، والركون إلى ما سواه ، والسخط بمقدوره ، والشك في وعده ووعيده .
وإذا تأملت أمراض القلب : وجدت هذه الأمور وأمثالها ، هي أسبابها ، لا سبب لها سواها . فدواؤه - الذي لا دواء له سواه - ما تضمنته هذه العلاجات النبوية : من الأمور المضادة لهذه الأدواء . فإن المرض يزال بالضد ، والصحة تحفظ بالمثل . فصحته تحفظ بهذه الأمور النبوية ، وأمراضه بأضدادها .
فالتوحيد يفتح للعبد باب الخير والسرور واللذة والفرح والابتهاج . والتوبة استفراغ للاخلاط والمواد الفاسدة التي هي سبب أسقامه ، وحمية له من التخليط ، فهي تغلق عنه باب الشرور . فيفتح له باب السعادة والخير بالتوحيد ، ويغلق باب الشرور بالتوبة والاستغفار .
قال بعض المتقدمين من أئمة الطب : " من أراد عافية الجسم : فليقلل من الطعام والشراب ، ومن أراد عافية القلب : فليترك الآثام " . وقال ثابت بن قرة : " راحة الجسم في قلة الطعام ، وراحة الروح في قلة الآثام ، وراحة اللسان في قلة الكلام " .
والذنوب للقلب بمنزلة السموم : إن لم تهلكه أضعفته ولا بد . وإذا أضعفت [2] قوته : لم يقدر على مقاومة الأمراض . قال طبيب القلوب عبد الله بن المبارك :



[1] كذا بالزاد . وهو الظاهر . وفى الأصل : أن .
[2] بالزاد 130 : ضعفت .

157

نام کتاب : الطب النبوي نویسنده : ابن قيم الجوزية    جلد : 1  صفحه : 157
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست