نام کتاب : الطب النبوي نویسنده : ابن قيم الجوزية جلد : 1 صفحه : 109
وأما قول الحماسي : فإن كنت مطبوبا : فلا زلت هكذا * وإن كنت مسحورا : فلا برئ السحر - فإنه أراد بالمطبوب : الذي قد سحر ، وأراد بالمسحور : العليل بالمرض . قال الجوهري : " ويقال للعليل : مسحور " ، وأنشد البيت . ومعناه : إن كان هذا الذي قد عراني ، منك ومن حبك ، أسأل الله دوامه ، ولا أريد زواله ، سواء كان سحرا أو مرضا . " والطب " مثلث الطاء ، فالمفتوح الطاء هو : العالم بالأمور ، وكذلك الطبيب يقال له : طب ، أيضا . و " الطب " بكسر الطاء : فعل الطبيب . " والطب " بضم الطاء : اسم موضع . قاله ابن السكيت . وأنشد : فقلت : هل أنهلتم بطب ركابكم * بجائزة الماء التي طاب طيبها ؟ وقوله صلى الله عليه وسلم : " من تطبب " - ولم يقل : من طب - لان لفظ التفعل يدل على تكلف الشئ والدخول فيه بعسر وكلفة ، وأنه ليس من أهله . كتحلم ، وتشجع ، وتصبر ، ونظائرها . وكذلك بنوا " تكلف " على هذا الوزن . قال الشاعر . * وقيس عيلان [1] ومن تقيسا * وأما الامر الشرعي : فإيجاب الضمان على الطبيب الجاهل . فإذا تعاطى علم الطب وعمله ، ولم يتقدم له به معرفة - : فقد هجم بجهله على إتلاف الأنفس ، وأقدم بالتهور على ما لم يعلمه . فيكون قد غرر بالعليل . فيلزمه الضمان لذلك . وهذا إجماع من أهل العلم . قال الخطابي : لا أعلم خلافا في أن المعالج إذا تعدى فتلف المريض : كان ضامنا ، والمتعاطى علما أو عملا لا يعرفه ، متعد . فإذا تولد من فعله التلف : ضمن الدية ، وسقط عنه القود . ( لأنه ) [2] لا يستبد بذلك بدون إذن المريض . وجناية المتطبب - في قول عامة الفقهاء - على عاقلته . قلت : الأقسام خمسة ، ( أحدها ) : طبيب حاذق أعطى الصنعة حقها ، ولم تجن يده ،
[1] بالأصل والزاد 108 : " غيلان " بالغين المعجمة . وهو تصحيف ظاهر . [2] زيادة متعينة عن الزاد 109 .
109
نام کتاب : الطب النبوي نویسنده : ابن قيم الجوزية جلد : 1 صفحه : 109