نام کتاب : الطب النبوي نویسنده : ابن قيم الجوزية جلد : 1 صفحه : 66
الحرث ، وأسماء بنت عميس . فتشاوروا في لده : فلدوه وهو مغمور . فلما أفاق قال : من فعل بي هذا ؟ هذا من عمل نساء جئن من ههنا . وأشار بيده إلى أرض الحبشة . وكانت ( أم ) [1] سلمة وأسماء لدتاه . فقالوا : يا رسول الله ، خشينا أن يكون بك ذات الجنب . قال : فبم لددتموني ؟ قالوا : بالعود الهندي ، وشئ من ورس وقطران من زيت . فقال : ما كان الله ليقذفني بذلك الداء . ثم قال : عزمت عليكم : أن لا يبقى في البيت أحد إلا لد ، إلا عمى العباس " . وفى الصحيحين : عن عائشة رضى الله تعالى عنها ، قالت : " لددنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأشار : أن لا تلدوني . فقلنا : كراهية المريض للدواء . فلما أفاق قال : ألم أنهكم أن لا تلدوني ؟ ! لايبقى منكم أحد إلا لد ، غير عمى العباس : فإنه لم يشهدكم " . قال أبو عبيد : " عن الأصمعي اللدود : ما يسقى الانسان في أحد شقى الفم ، أخذ من لديدى الوادي ، وهما : جانباه . وأما الوجور فهو في وسط الفم " . قلت : واللدود ( بالفتح ) هو : الدواء الذي يلد به ، والسعوط : ما أدخل من أنفه . وفى هذا الحديث - من الفقه - : معاقبة الجاني بمثل ما فعل سواء ، إذا لم يكن فعله محرما لحق الله . وهذا هو الصواب المقطوع به لبضعة عشر دليلا قد ذكرناها في موضع آخر . وهو منصوص أحمد . وهو ثابت عن الخلفاء الراشدين . وترجمة المسألة بالقصاص في اللطمة والضربة . وفيها عدة أحاديث لا معارض لها البتة ، فيتعين القول بها . فصل في هديه صلى الله عليه وسلم في علاج الصراع والشقيقة روى ابن ماجة في سننه ، حديثا في صحته نظر ، هو [2] : " أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا صدع : غلف رأسه بالحناء ، ويقول : إنه نافع بإذن الله من الصداع " . والصداع : ألم في بعض أجزاء الرأس ( أو في كله . فما كان منه في أحد شقى الرأس ) [3] ،
[1] زيادة متعينة : عن الزاد ( ص 90 ) . [2] قوله : هو ، لم يرد في الزاد ( ص 90 ) . [3] هذه الزيادة ، عن الزاد ( ص 90 ) .
66
نام کتاب : الطب النبوي نویسنده : ابن قيم الجوزية جلد : 1 صفحه : 66