نام کتاب : الطب النبوي نویسنده : ابن قيم الجوزية جلد : 1 صفحه : 65
وعليه حمل كلام ( أ ) بقراط في قوله : إن أصحاب ذات الجنب ينتفعون بالحمام . وقيل : المراد به كل من به وجع جنب ، أو وجع رئة من سوء مزاج ، أو من أخلاط غليظة أو لذاعة ، من غير ورم ولا حمى " . قال بعض الأطباء : وأما معنى ذات الجنب ، في لغة اليونان ، فهو : ورم الجنب الحار ، وكذلك : ورم كل واحد من الأعضاء الباطنة . وإنما سمى ذات الجنب ورم ذلك العضو : إذا كان ورما حارا فقط . ويلزم ذات الجنب الحقيقي خمسة أعراض ، وهى : الحمى ، والسعال ، والوجع الناخس ، وضيق النفس ، والنبض المنشاري [1] . والعلاج الموجود في الحديث ليس هو لهذا القسم ، لكن للقسم الثاني الكائن عن الريح الغليظة . فإن القسط البحري - وهو : العود الهندي ، على ما جاء مفسرا في أحاديث أخر - صنف من القسط : إذا دق دقا ناعما ، وخلط بالزيت المسخن ، ودلك به مكان الريح المذكور ، أو لعق - : كان دواء موافقا لذلك ، نافعا له ، محللا لمادته ، مذهبا لها ، مقويا للأعضاء الباطنة ، مفتحا للسدد . والعود المذكور في منافعه كذلك . قال المسيحي : " العود حار يابس قابض ، يحبس البطن ، ويقوى الأعضاء الباطنة ، ويطرد الريح ، ويفتح السدد ، نافع من ذات الجنب ، ويذهب فضل الرطوبة . والعود المذكور جيد للدماغ . قال : ويجوز أن ينفع القسط من ذات الجنب الحقيقية أيضا : إذا كان حدوثها عن مادة بلغمية ، لا سيما في وقت انحطاط العلة . والله أعلم " . وذات الجنب : من الأمراض الخطرة . وفى الحديث الصحيح عن أم سلمة ، أنها قالت : " بدأ رسول الله صلى الله عليه وسلم بمرضه : في بيت ميمونة ، وكان كلما خف عليه : خرج وصلى بالناس ، وكان كلما وجد ثقلا ، قال : مروا أبا بكر فليصل بالناس . واشتد شكواه حتى [2] غمر . ومن شدة الوجع ، اجتمع عنده نساؤه ، وعمه العباس ، وأم الفضل بنت
[1] هذا الوصف ينطبق على الوجع الصدري : نتيجة التهاب الرئة . ويعالج الآن بالأدوية المضادة للميكروبات ، مثل : أقراص السلفا ، وجقن الينسلين ( ؟ ) . اه د . [2] كذا بالأصل . وفى الزاد ص 90 : " ثدي عمر . . فاجتمع " . وهو تصحيف وتحريف . ( 5 - الطب النبوي )
65
نام کتاب : الطب النبوي نویسنده : ابن قيم الجوزية جلد : 1 صفحه : 65