نام کتاب : الطب النبوي نویسنده : ابن قيم الجوزية جلد : 1 صفحه : 35
أبو عبيدة بن الجراح وأصحابه ، فأخبروه : أن الوباء قد وقع بالشام . فاختلفوا ، فقال لابن عباس : ادع لي المهاجرين الأولين . قال : فدعوتهم ، فاستشارهم ، وأخبرهم : أن الوباء قد وقع بالشام . فاختلفوا ، فقال له بعضهم : خرجت لأمر ، فلا نرى أن ترجع عنه . وقال آخرون : معك بقية الناس وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلا نرى أن تقدمهم على هذا الوباء . فقال عمر : ارتفعوا عنى . ثم قال : ادع لي الأنصار . فدعوتهم له ، فاستشارهم . فسلكوا سبيل المهاجرين ، واختلفوا كاختلافهم . فقال : ارتفعوا عنى . ثم قال : ادع لي من ههنا من مشيخة قريش : من مهاجرة الفتح . فدعوتهم له ، فلم يختلف عليه منهم رجلان ، قالوا : نرى أن ترجع بالناس ، ولا تقدمهم على هذا الوباء . فأذن عمر في الناس : إني مصبح على ظهر . فأصبحوا عليه . فقال أبو عبيدة بن الجراح : يا أمير المؤمنين ، أفرارا من قدر الله تعالى ؟ ! . قال : لو غيرك قالها يا أبا عبيدة ، نعم : نفر من قدر الله تعالى إلى قدر الله تعالى ، أرأيت : لو كان لك إبل فهبطت واديا له عدوتان : إحداهما [1] خصبة ، والاخرى جدبة ، ألست إن رعيتها الخصبة : رعيتها بقدر الله تعالى ، وإن رعيتها الجدبة : رعيتها بقدر الله ؟ ! . قال : فجاء عبد الرحمن بن عوف - وكان متغيبا في بعض حاجاته - فقال : إن عندي في هذا علما ، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يقول : " إذا كان بأرض وأنتم بها : فلا تخرجوا فرارا منه ، وإذا سمعتم به بأرض : فلا تقدموا عليه [2] " . فصل في هديه في داء الاستسقاء وعلاجه في الصحيحين - من حديث أنس بن مالك - قال : " قدم رهط من عرينة وعكل ، على النبي صلى الله عليه وسلم ، فاجتووا المدينة ، فشكوا ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : لو خرجتم إلى إبل الصدقة ، فشربتم من أبوالها وألبانها . ففعلوا . فلما صحوا : عمدوا إلى الرعاة ، فقتلوهم واستاقوا الإبل ،
[1] هذا هو الأولى المناسب . وفى الأصل والزاد ( ص 77 ) : " أحدهما " . ولا يبعد تحريفه . [2] وأخرجه أيضا : مسلم وأبو داود ، والترمذي ، والنسائي ، وابن ماجة ، وأحمد . و " سرغ " - بفتح فسكون - : موضع بالشام . و " الظهر " المراد به المطايا ، لأنها تركب على ظهورها . و " العدوتان " تثنية " عدوة " ، وهما : جانبا الوادي . اه ق .
35
نام کتاب : الطب النبوي نویسنده : ابن قيم الجوزية جلد : 1 صفحه : 35