responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الطب النبوي نویسنده : ابن قيم الجوزية    جلد : 1  صفحه : 209


وإما لتقصيره في معرفة التماثل والاختلاف ، وإما لنسبته [1] إلى شريعته ما لم ينزل به سلطانا ، بل يكون من آراء الرجال . فبحكمته وعدله ظهر خلقه وشرعه ، وبالعدل والميزان قام الخلق والشرع ، وهو : التسوية بين المتماثلين ، والتفريق بين المختلفين . وهذا كما أنه ثابت في الدنيا ، فهو كذلك يوم القيامة . قال تعالى : ( احشروا الذين ظلموا وأزواجهم وما كانوا [2] يعبدون ، من دون الله ، فاهدوهم إلى صراط الجحيم ) . قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه - وبعده الإمام أحمد رحمه الله - : " أزواجهم : أشباههم ونظراؤهم " . وقال تعالى : ( وإذا النفوس زوجت ) ، أي : قرن كل صاحب عمل بشكله ونظيره ، فقرن بين المتحابين في الله : في الجنة ، وقرن بين المتحابين في طاعة الشيطان : في الجحيم . فالمرء مع من أحب شاء أو أبى . وفى صحيح الحاكم وغيره - عن النبي صلى الله عليه وسلم - : " لا يحب المرء قوما إلا حشر معهم " .
والمحبة أنواع متعددة . فأفضلها وأجلها : المحبة في الله ولله ، وهى تستلزم محبة ما أحب الله ، وتستلزم محبة الله ورسوله ( ومنها ) : محبة الاتفاق في طريقة أو دين ، أو مذهب أو نحلة ، أو قرابة أو صناعة ، أو مراد ما . ( ومنها ) : محبة لنيل غرض من المحبوب إما من جاهه ، أو من ماله ، أو من تعليمه وإرشاده ، أو قضاء وطر منه . وهذه هي المحبة العرضية : التي تزول بزوال موجبها ، فإنه من ودك لأمر ولى عند انقضائه .
وأما محبة المشاكلة والمناسبة التي بين المحب والمحبوب ، فمحبة [3] لازمة : لا تزول إلا لعارض يزيلها . ومحبة العشق من هذا النوع : فإنها استحسان روحاني ، وامتزاج نفساني ولا يعرض في شئ من أنواع المحبة - : من الوسواس والنحول ، وشغل البال والتلف . - ما يعرض من العشق .



[1] كذا بالزاد . وفى الأصل : النسبة . وهو تصحيف .
[2] كذا بالزاد وسورة الصافات : ( 22 ) . وفى الأصل : كان . وهو تحريف .
[3] كذا بالزاد . وفى الأصل : فمحبته . وهو تحريف . ( 14 - الطب - النبوي )

209

نام کتاب : الطب النبوي نویسنده : ابن قيم الجوزية    جلد : 1  صفحه : 209
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست