نام کتاب : الطب النبوي نویسنده : ابن قيم الجوزية جلد : 1 صفحه : 205
واحتقارهم إياه ، واستصغارهم له - ما هو مشاهد بالحس . فصلاة الله وسلامه على من سعادة الدنيا والآخرة : في هديه واتباع ما جاء به ، وهلاك الدنيا والآخرة : في مخالفة هديه وما جاء به . ( فصل ) والجماع الضار نوعان : ضار شرعا ، وضار طبعا . فالضار شرعا : المحرم . وهو مراتب بعضها أشد من بعض . والتحريم العارض منه أخف من اللازم : كتحريم الاحرام والصيام والاعتكاف ، وتحريم المظاهر منها قبل التكفير ، وتحريم وطئ الحائض ، ونحو ذلك . ولهذا لاحد في هذا الجماع . وأما اللازم ، فنوعان : ( نوع ) لا سبيل إلى حلة البتة ، كذوات المحارم . فهذا من أضر الجماع ، وهو يوجب القتل حدا عند طائفة من العلماء : كأحمد بن حنبل - رحمه الله - وغيره . وفيه حديث مرفوع ثابت . ( والثاني ) : ما يمكن أن يكون حالا ، كالأجنبية . فإن كانت ذات زوج ، ففي وطئها حقان : حق لله ، وحق للزوج . فإن كانت مكرهة : ففيه ثلاثة حقوق . وإن كان لها أهل وأقارب - يلحقهم العار بذلك - : صار فيه أربعة حقوق . فإن كانت ذات محرم منه : صار فيه خمسون حقوق . فمضرة هذا النوع بحسب درجاته في التحريم . وأما الضار طبعا ، فنوعان أيضا : نوع ضار بكيفته كما تقدم ، ونوع ضار بكميته ، كالاكثار منه : فإنه يسقط القوة ، ويضر بالعصب ، ويحدث الرعشة والفالج والتشنج ، ويضعف البصر وسائر القوى ، ويطفئ الحرارة الغريزية ، ويوسع المجارى ويجعلها مستعدة للفضلات المؤذية . وأنفع أوقاته : ما كان بعد انهضام الغذاء في المعدة ، وفى زمان معتدل ، لا على جوع : فإنه يضعف الحار الغريزي ، ولا على شبع : فإنه يوجب أمراضا سددية ، ولا على تعب ، ولا إثر حمام ، ولا استفراغ ، ولا انفعال نفساني : كالغم والهم والحزن ، وشدة الفرح . وأجود أوقاته : بعد هزيع من الليل ، إذا صادف انهضام الطعام . ثم يغتسل أو يتوضأ
205
نام کتاب : الطب النبوي نویسنده : ابن قيم الجوزية جلد : 1 صفحه : 205