نام کتاب : الطب النبوي نویسنده : ابن قيم الجوزية جلد : 1 صفحه : 169
فأشكر ، أحب إلي من أن أبتلى فأصبر . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ورسول الله يحب معك العافية " . ويذكر عن ابن عباس : " أن أعرابيا جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال له : ما أسأل الله بعد الصلوات الخمس ؟ فقال : سل الله العافية . فأعاد عليه ، فقال له في الثالثة : سل الله العافية في الدنيا والآخرة " . وإذا كان هذا شأن العافية والصحة : فنذكر من هديه صلى الله عليه وسلم ، في مراعاة هذه الأمور ، ما يتبين لمن نظر فيه أنه أكمل الهدى على الاطلاق : ينال به حفظ صحة البدن والقلب ، وحياة الدنيا والآخرة . والله المستعان ، وعليه التكلان ، ولا حول ولا قوة إلا بالله . فصل فأما المطعم والمشرب ، فلم يكن من عادته صلى الله عليه وسلم ، حبس النفس على نوع واحد من الأغذية ، لا يتعداه إلى ما سواه . فإن ذلك يضر بالطبيعة جدا ، وقد يتعذر عليها أحيانا : فإن لم يتناول غيره ضعف أو هلك ، وإن تناول غيره لم تقبله الطبيعة : فاستضر به . فقصرها على نوع واحد دائما - ولو أنه أفضل الأغذية - خطر ( مضر ) [1] . بل كان يأكل ما جرت عادة أهل بلده بأكله : من اللحم والفاكهة والخبز والتمر ، وغيره مما ذكرناه في هديه في المأكول . فعليك بمراجعته ههنا . وإذا كان في أحد الطعامين كيفية تحتاج إلى كسر وتعديل : كسرها وعدلها بضدها إن أمكن ، كتعديله [2] حرارة الرطب بالبطيخ . وإن لم يجد ذلك : تناوله على حاجة وداعية من النفس من غير إسراف ، فلا تتضرر به الطبيعة . وكان إذا عافت نفسه الطعام : لم يأكله ، ولم يحملها إياه على كره . وهذا أصل عظيم
[1] الزيادة عن الزاد . [2] بالزاد : كتعديل . وما بالأصل أحسن .
169
نام کتاب : الطب النبوي نویسنده : ابن قيم الجوزية جلد : 1 صفحه : 169