responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأغذية والأدوية نویسنده : الإسرائيلي    جلد : 1  صفحه : 96


وللفاضل أبقراط ، في غذاء المواشي ، قول قال فيه : ان ما كان من الحيوان يرعى في المزارع والغياض ، فهو أخف وألطف مما يعلف في المنازل والدور . من قبل انه متواتر الحركة دائم التعب ويستنشق أيضا هواء لطيفا جافا ، فيقل لذلك أكثر رطوبته الفضلية ، وتزول فضول بدنه ويعتدل مزاجه . وكذلك ما كان يرعى الحشيش الغض والعشب اللطيف ، فهو أفضل مما كان يرعى النبات الرطب . وما كان يرعى ورق الأغصان الرطبة ، فهو أفضل وألطف مما كان يعتلف الثمر نفسه . وما قل أكله وشربه فهو ألطف وأفضل مما كثر أكله وشربه .
وأما اختلاف غذاء الحيوان على حسب سمنه وهزاله فيكون على ثلاثة ضروب . وذلك أن من الحيوان السمين جدا ، ومنه الغث البين الهزال ، ومنه المتوسط بين هاتين الحالتين . وما كان منه مجاوزا [1] للمقدار في الشمس ، كان مذموم الغذاء جدا إذا كان من خاصة الشحم على ما بينا مرارا ، الاضرار بالمعدة والهضم جميعا لأنه يطفو على الطعام بدءا ويربو وينتفخ ويشبع سرعة . فإذا اختلط بالطعام غلظه بلزوجته ومنع من هضمه حتى إذا اخذ في الهضم لين خمل المعدة وأكسبه لزوجة وسلاسة حتى يصير ذلك سببا لضعف القوة الماسكة وشدة القوة الدافعة ، ولذلك صار كثيرا ما يحدث عنه إما زلق المعدة والمعاء فيمن كان مزاج معدته مرطوبا ، وإما بخارات دخانية من جنس المرار فيمن كان مزاج معدته محرورا ، من قبل ان الحرارة تشتعل في الدسم باطنا كاشتعال النار في الشحم والزيت ظاهرا . ولذلك تلطفت الأوائل في اصلاحه بالصنعة والعمل وأشارت باتخاذه مشويا بملح كثير ونار جمر قوية لتنشف النار أكثر رطوبته المذمومة وتذهب بعاديته لتقارب الاعتدال ، ومنعت من مسح ظاهره بشئ من الزيت خوفا ان يسد الزيت مسام جلده ، ويحقن الرطوبات المذمومة في باطنه ، ويمنع من انفشاشها وخروجها . وأمرت أيضا من ذلك الا يستعمل من الحيوان السمين الا لحمه الأحمر فقط لان اللحم الأحمر المعرى من الشحم ، وان كان من حيوان سمين ، فهو أحمد وأفضل من اللحم المخالط للشحم ، ولو كان من حيوان غير سمين ، وذلك لجهتين : إحداهما : أن اللحم الأحمر المعرى من الشحم ، وإن كان في نفسه دسما من حيوان سمين ، فليس فيه من غلظ الشحم ما يلصق بالمعدة ويكسبها لزوجة وسلاسة ويستحيل فيها ويفسد ، من قبل أن الرطوبة التي فيه رقيقة سيالة سريعة الانهضام في غاية الاعتدال والصحة . ولذلك صار فيها من كثرة الغذاء وقوته وبعد انحلاله من الأعضاء ما يفيد البدن قوة حسنة .
والثانية : لما فيه من لطيف الدسم المخالط للحم يفيد الدم دهنية ودسما لتغذية الحرارة الغريزية ونمائها ، إذ كان غذاء الحرارة الغريزية انما هو من لطيف الدسم الكائن في الدم ، لان الدسم هيولى للحرارة وعنصرها بالطبع وهو أحد الأسباب الذي وجب به الا يغذى [2] المرضى بشئ من اللحمان ولا غيرها من الأشياء الدسمة ، كيلا تجد الحرارة العرضية المولدة للحمى مادة تغتذي بها وتشتغل فيها ، فيكون



[1] في الأصل : مجاوز .
[2] في الأصل : يغذون .

96

نام کتاب : الأغذية والأدوية نویسنده : الإسرائيلي    جلد : 1  صفحه : 96
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست