نام کتاب : الأغذية والأدوية نویسنده : الإسرائيلي جلد : 1 صفحه : 90
مذموما . والذكر لما كان من كل حيوان ، بالإضافة إلى نوعه أسرع انهضاما لزيادة حرارته بالطبع ، صار أفضل من الأنثى في سرعة الانهضام . فأما في جودة الغذاء فليس هو بأفضل منها ، من قبل أن رطوبة الأنثى مما يعدل يبس مزاجها النوعي ويحسن غذاءها . ومن أجل ذلك صار الذكر من البقر إذا كان رضيعا أفضل غذاء وأحمد مما كان منه غير رضيع . ذلك لما يكتسبه من الرطوبة المحمودة من اللبن فيعتدل بها مزاجه ويرطب . وأما الخصي من كل حيوان ، فهو في مزاجه متوسط بين مزاج الأنثى ومزاج الذكر من نوعه الذي هو منه . ولذلك صار في فعله وانفعاله على حالة متوسطة بين فعل الذكر وانفعاله ، وفعل الأنثى وانفعالها ، من قبل أنه وإن كان في أصل ميلاده ذكرا ، فقد زال عنه عضو شريف وأصل قوي لجوهر الحرارة الغريزية . ولذلك نقصت حرارته وزالت عن مقدار حركة الذكر قليلا . ولهذه الجهة صار مزاجه متوسطا بين مزاج الذكر ومزاج الأنثى وفعله كذلك لأنه أقل إسخانا للأبدان من الذكر ، وأكثر في ذلك [1] من الأنثى . وكذلك هو أيضا أبطأ انهضاما من الذكر وأسرع في ذلك من الأنثى . وبهذا الوزن والقياس صار الدم المتولد عنه أفضل من دم الأنثى وأقل فضلا من دم الذكر ، وصار غذاؤه كذلك ، إلا في الماعز فقط فإن غذاء الخصي منه أفضل من غذاء الذكر وأقل فضلا من غذاء الأنثى . وإذ أتينا على ما أردنا شرحه من الفرق بين طبيعة الذكر والأنثى من كل حيوان ، وطبيعة ما ليس بذكر ولا أنثى ، فلنرجع إلى ما كنا وعدنا به من الاخبار عن الوجوه التي منها اختلف غذاء الحيوان في جودته ورداءته وسرعة انهضامه وإبطائه ، ونجعل ابتداء كلامنا في المزاج إذ كان أسبق في الطبع وأولى بالتقدم على غيره .