responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأغذية والأدوية نویسنده : الإسرائيلي    جلد : 1  صفحه : 60


العشرين عند ذكرنا التدبير اللطيف المحمود إبقاء للصحة ودوامها .
وأما ما [1] كان من الأغذية قحلا جافا ، فإنه مذموم من جهة أخرى لأنه مع بعد انهضامه يولد غذاء مائلا إلى اليبس ، ولذلك صار أكثر ما يستعمل على سبيل الدواء لا على سبيل الغذاء ، وإن كان أقل رداءة من النوع الأول كثيرا لان الدم المتولد عنه أقل فسادا ، لعدمه اللزوجة والغلظ لان ما كان من الغذاء لزجا فإنه ، وإن كان يغذو غذاء كثيرا ، فإن الغذاء المتولد عنه يقرب من البلغم الغليظ اللزج .
فإن سأل سائل عن الغلظ واللزوجة وقال : هل بينهما فرقان في أن كل واحد منهما في نفسه غليظ ؟ قلنا له : لعمري إن بينهما فرقانا بينا [2] من قبل أنه ، وإن كان قد تعمهما جميعا صعوبة الانهضام وبعد الاستمراء ، فقد يختص كل واحد منهما بخاصة يمتاز بها من صاحبه ، من قبل أن الغليظ ربما ولد دما يقرب من اليبس سريع التشبه بالأعضاء لقربه من الانعقاد والجفاف . واللزج ، وإن كان غليظا ، فإن الدم المتولد عنه بلغمانيا عسير التشبه بالأعضاء لبعده من الانعقاد بسرعة .
فالغلظ إذا أعم من اللزوجة لان كل لزج غليظ ، وليس كل غليظ لزجا [3] ، فإن عارضنا وقال :
ولم خالفت بينهما ، وجالينوس قد ساوى بين الدم المتولد منهما في الغلظ حيث قال : ومن الطعوم ما ليس بلزج ويولد دما غليظا مثل الجاورس ، ومنه ما ليس بغليظ ويولد دما غليظا مثل الفطر ، فدل ، بمساواته بين الدم المتولد من الجاورس والفطر ، على أن الغليظ هو اللزج واللزج هو الغليظ ، وإن كان من الغليظ ما ليس بلزج ومن اللزج ما ليس بغليظ .
قلنا له : لو أنصفت عقلك وأجلت فكرك في الأصول المنطقية لأشرفت على أن جالينوس ، وإن كان ساوى بين الدم المتولد عن الغليظ واللزج في اسم الغلظ ، فإنه لم يساو [4] بينهما في جوهرية الغلظ ولا في الهيولى الحامل له ، من قبل أن الطعام اللزج إذا نسب إلى الغلظ فإنما نسب إليه لغلظ رطوبته ولزوجته وبعدها من الاستحالة والتشبه بالأعضاء . والغليظ فإنما ينسب إلى الغلظ لقحله وجفافه وصلابة جرمه وبعده من الانقياد لفعل الطبيعة وإن كان أسرع إلى التشبه بالأعضاء لما بينها وبينه من مجانسة اليبس .
فمن البين إذا أن اللزج إنما يحمل الغلظ في رطوبته وجوهرية غذائه ، والغليظ فإنما يحمل ذلك في جسمه لا في جوهرية غذائه ، والهيولي الحامل للغليظ في اللزج غير الهيولى الحامل له في الغلظ .
فالغلظ إذا أعم من اللزوجة ، لان كل لزج غليظ الجوهر وليس كل غليظ لزج لان الغليظ إنما كان غليظا لقحله وجفافه وصلابة جسمه ، لا لغلظ جوهره ورطوبته .



[1] في الأصل : ولما .
[2] في الأصل : فرقان بين .
[3] في الأصل : لزج .
[4] في الأصل : يساوي .

60

نام کتاب : الأغذية والأدوية نویسنده : الإسرائيلي    جلد : 1  صفحه : 60
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست