نام کتاب : الأغذية والأدوية نویسنده : الإسرائيلي جلد : 1 صفحه : 599
ويقطع العطش المتولد عنها بمضادته لها ، ويمنع حدة البخارات المكتنفة للقلب ، ويشجع الطبيعة ويقويها على الفعل . إلا أنه متى وافى الحرارة الغريبة من القوة أكثر من مقاومته لها وتأثيره فيها ، انفعل لها وفعلت فيه فعل النار في الماء خارجا وتفعله إلى ذاتها وجوهرها لخفته ولطافته ، والتهب وصار زائدا في فعلها ومقويا لها ، إلا أن ينقل بعض الأشياء المركبة تركيبا ثانيا مثل لعاب بزرقطونا أو لباب الخبز المحكم الصنعة المغسول بالماء مرات ، أو الكعك المحكم الصنعة المغسول كذلك ، ليغلظ ويثقل ويبعد انفعاله ، وتضعف الحرارة عن مقاومته لبعده [1] وبعد انقياده لتأثيرها . فعند ذلك يقهرها ويفعل فيها بطبعه وبرودته ورطوبته ، ويسكن لهبها ، ويبطل فعلها ، ويقطع العطش المتولد عنها . والمختار من الماء ما صحبته حالتان [2] محمودتان : إحداهما : من طبيعته وهيئته ، والأخرى : من ينبوعه ومجراه . فأما الحال التي يجب أن تكون له من طبيعته وهيئته فهو أن يكون صافيا نقيا من الأوساخ والديدان وسائر الهوام سليما من العفونات والأقذار ، من غير أن يكون له لون ظاهر أو طعم بين أو رائحة مدركة ، لان الألوان والطعوم والروائح تدل على تركيب الكيفيات الأربع من فعل الطباع وتأثيرها . والماء فبسيط مركب تركيبا أوليا من كيفيتين مفردتين بسيطتين . فإن ظهر فيه شئ يدل على التركيب الثاني . دل على مخالطة [3] غيره له . ولذلك لم يمكن أن يكون له لون ولا طعم ولا رائحة . فإن يكن له لون فلمخالطة غيره له . فيجب أيضا أن يكون صافيا نقيا دالا على لطافة الهوائية وغلبتها عليه ، وأن يكن له طعم ، فيجب أن يكون عذبا لذيذا خفيفا على حاسة الذوق ، وأن يكن له رائحة ، فيجب أن تكون ذكية معراة من النتن والحمأة وسائر الكيفيات الدالة على عفونته وفساده وخروجه عن كيانه ، لان ما كان من [4] المياه كذلك ، كان لذيذا عند الطباع سريع النفوذ في العروق ، والتنفيذ من المعدن ، والجولان في البدن بعيدا من تولد النفخ والقراقر . وأما الحال التي يجب أن تكون له من ينبوعه وابتداء خروجه ، فهو أن يكون ينبوعه وابتداء خروجه قبالة المشرق ومجراه نحو الشمال لتهب عليه ريح المشرق والشمال [5] دائما ، وتكون جريته سريعة قوية ، سريعة المد على حصى رضراضي ، أو رمل صاف نقي من التراب والوسخ ، أو على طين حر عذب إما أحمر أو أسود ، لان الماء الذي هذه حاله يكون لطيفا خفيفا سريع الحركة والانقلاب من البرودة إلى الحرارة إذا طبخ بالنار ، ومن الحرارة إلى البرودة إذا برد في الهواء البارد اللطيف ، لان في سرعة حركته وانتقاله من كيفية إلى كيفية ما دل على خفته ولطافته . وأخف المياه وألطفها وأعدلها وأعذبها ماء المطر الحديث القريب العهد بالنزول من العلو ‹ وبعده › [6] الجاري على الحجارة والرمل والحصى ، وبعده الجاري على الطين الحر العذب ، النقي
[1] كذا . [2] في الأصل : حالاتان . [3] في الأصل : مخالة . [4] ( من ) مضافة في الهامش . [5] عبارة ( ومجراة . . الشمال ) مضافة في الهامش . [6] لعل هذه الإضافة تتناسب والمعنى المقصود .
599
نام کتاب : الأغذية والأدوية نویسنده : الإسرائيلي جلد : 1 صفحه : 599