responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأغذية والأدوية نویسنده : الإسرائيلي    جلد : 1  صفحه : 555


ماء عذب فاتر [1] ليرق ويلطف ويبعد من التجبن . وليس من العجب أن تزول رطوبة اللبن الطبيعية بالطبخ أو بالشئ ثم ترد عوضها ماء عذبا ، إذ كان في إزالة رطوبة اللبن إزالة ما فيها من الحدة اليسيرة التي بها يطلق البطن ، ونحن أغنياء عن إطلاق البطن في قروح الصدر والرئة ، لأنا لا نأمن حدة الفضل المولد لهذه العلة إذا أطلقنا البطن أن ينقلها الفضل بحدته إلى الأمعاء فيحرقها ويهتكها .
وأما اختلاف اللبن بحسب اختلاف أزمان السنة وما يلحقه منها فيكون على ضروب : لأنه ينصرف في كل فصل من الفصول على حسب طبيعة الفصل وجوهريته في اعتداله وانحرافه عن الاعتدال إلى كيفية من الكيفيات ومزاج من الأمزجة . ولذلك صار لبن الربيع أفضل ألبان فصول السنة وأعدلها وأحسنها جوهرا وغذاء ، وذلك لجهتين : إحداهما : طبيعة الفصل في ذاته ، لأنه أعدل فصول السنة وأشدها تجفيفا بالاعتدال والتوسط والكيفيات الأربع . والأخرى : لطبيعة اللبن في ذاته ، من قبل أن كل لبن في وقت وضع الحيوان حمله ، يكون أرق وأكثر مائية وأبعد من كمال النضج ، ذلك لاجتماع الرطوبات الفضلية في أبدان الحيوان وانحصارها فيها طول مدة الحمل . فإذا جاوز وضع الحيوان حمله أربعين يوما ، وتوسط زمان الربيع ، فنيت تلك الرطوبات الفضلية من بدن الحيوان ، وزالت الرطوبة المذمومة من اللبن وبقيت فيه الرطوبة الجوهرية بكمالها واعتدل وصار ألطف وأحمد جوهرا ، وأقل غائلة وأبعد من الاستحالة والفساد ، وصار حمله على المعدة أخف ، وانهضامه أسرع وبخاصة إذا شرب على نقاء من المعدة من الفضول وخلائها من الغذاء . فإذا تمادى باللبن الزمان وصار إلى الخريف ، فنيت أكثر الرطوبة الجوهرية وقلت مائيته وكثرت جبنيته وصار أغلظ وأبعد انحدارا وأثقل على المعدة وأكثر توليدا للرياح وأسرع استحالة إلى الفساد .
وأما لبن الصيف فبين هاتين المرتبتين لتوسط مدة وضع الحيوان حمله في القرب منها والبعد عنها . وأما لبن الشتاء فقل ما يكون للحيوان فيه لبن : فان تهيأ ذلك وأمكن ، كان مذموما جدا لأنه قد تناهى في الغلظ لفناء رطوبته الجوهرية كلها [2] .
وأما اختلاف اللبن بحسب مرعى الحيوان الذي يرتعيه فيكون على ضروب : لان لبن ما كان من الحيوان الذي يرتعي الحشيش الرطب الغض الاخضرار ، أرق وألطف وأكثر مائية وأسرع انحدارا وأقل رياحا من لبن ما كان من الحيوان الذي يرتعي الحشيش اليابس والحبوب الجافة . ولبن ما كان من الحيوان الذي يرتعي أطراف الأشجار القابضة أكثر موافقة للمعدة وسائر البطن من لبن ما كان من الحيوان ‹ الذي › يرتعي النبات المسهل والحشيش المطلق . ولذلك صار لبن الماعز أكثر موافقة للمعدة من غيره من الألبان ، لان أكثر ما يرتعي الماعز أغصان الأشجار القابضة مثل شجر المصطكى والبلوط والخرنوب والقرظ والبطم والزيتون وما شاكل ذلك ، إلا أنه ربما ارتعى شجر السقمونيا والخربق



[1] في الأصل ، بالنصب .
[2] في الأصل : كله .

555

نام کتاب : الأغذية والأدوية نویسنده : الإسرائيلي    جلد : 1  صفحه : 555
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست