responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأغذية والأدوية نویسنده : الإسرائيلي    جلد : 1  صفحه : 360


< فهرس الموضوعات > الباب في البقول < / فهرس الموضوعات > < فهرس الموضوعات > في الخس < / فهرس الموضوعات > الباب في البقول في الخس فأما الخس فيكون على ضربين : لان منه الريفي ومنه البري . فأما الريفي فإنه وإن كان الغالب على مزاجه البرودة والرطوبة ، فإن برودته ليست في الغاية لأنه لو كان في الغاية على ما في الخس من الخاصية في إخدار الحس ، لما أمكن أكله ، ولخرج من حد ما يغتذى به إلى حد الأدوية السمية ، ولا سيما ما كان منه في آخر زمانه وقد عصا وتولدت فيه اللبنية المعروفة بالأفيون . ولذلك صيرت الأوائل برودته في الدرجة الثانية ومثلتها ببرودة ماء الغدران ، لان ماء الغدران أقل برودة من ماء الأنهار والخلجان لتمكن حرارة الشمس في ماء الغدران ووصولها إلى عمقه لقلته ومخالطة بخار الأرض له لقربه منها ومجاورته للحمأة فيها .
ولما كان الخس في برودته ورطوبته في غاية التوسط والاعتدال ، صار الدم المتولد عنه أفضل وأحمد من الدم المتولد عن سائر البقول ، لان سائر البقول تولد دما يسيرا مذموما لكثرة رطوبتها . والخس يولد دما ليس باليسير ولا بالردئ وإن لم يكن في الغاية من الجودة ، لأنه في الجملة مائل إلى الرطوبة وإن كان هذا لا يحطه عن مرتبة ما هو محمود الغذاء ، إذ لم ننسبه إلى الرداءة إلا من هنا فقط ، أعني من جهة رطوبته .
ومن قبل ذلك صار أكله بحاله التي يقلع بها من الأرض أفضل من أكله بعد غسله بالماء ، لان الماء يزيد في رطوبته ويقوى إضراره بالمعدة . وكذلك يفعل الماء بسائر البقول إذا غسلت به ، لأنه زائد في رطوبتهما وفسادهما . إلا أن الخس في الجملة سريع الانهضام مدر للبول دابغ للمعدة لتسكينه للذع العارض فيها من حدة المرة وحرافتها . ولذلك صار مسكنا للعطش مطفئا لحدة الدم والتهابه متى لم يكن التهابه من شرب الشراب ، لان التهاب الدم العارض عن شرب الشراب ، الخس زائد فيه بالعرض لا بالطبع لأنه يفجج الشراب ويمنع من كمال هضمه . وإذا تفجج الشراب ولم ينهضم ، زاد في غليان الدم وفورانه . ولذلك صار أخذ الخس بعد شرب الشراب ، أو بين شرابين ، مذموما . وإذا استعمل على غير الشراب ولا امتلاء

360

نام کتاب : الأغذية والأدوية نویسنده : الإسرائيلي    جلد : 1  صفحه : 360
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست