نام کتاب : الأغذية والأدوية نویسنده : الإسرائيلي جلد : 1 صفحه : 325
عجنت بشحم أيل أو مخه - وفى نسخة أخرى أو دماغه - ومسح بها الجسد ، لم يقربه شئ من الهوام . وقد يستعمل في أخلاط المعجونات . وأما الدهن الذي يخرج من هذه الشجرة المعروف بالقطران ، فقد يظن به أن إسخانه في الدرجة الرابعة لان إسخانه قوي جدا ، إلا أن معه لطافة ، ومن شأنه أن يعفن اللحم الرخو بسرعة من غير أن يضر بالأعضاء الأصلية الصلبة . وهذا الفعل موجود في سائر الأشياء التي حرارتها في الدرجة الرابعة إذا كان معها لطافة ، وإن كان بعضها مخالفا لبعض في كثرة الفعل وقلته فقط على حسب مقدار كل واحد من اللطافة . والقطران أضعفهما فعلا لأنه ألطفها . ولذلك صارت كلها تفسد اللحم [1] الميتة ، والقطران يجففها ويحفظها من العفونة بفعل لطافته وينقيها من الرطوبات الفضلية من غير أن ينكأ الأعضاء الأصلية ولا يؤثر فيها شيئا ، ولا يفعل في اللحم الصلب أيضا ما يفعله في اللحوم المنتنة إلا بعد مدة طويلة . وإذا كان القطران على ما وصفنا به ، فليس بعجب أن يقتل الدود والصئبان وحب القرع والحيات المتولدة في البطن . ولذلك صار منقيا للقمل والصئبان ، ونافعا من الحكة المتقادمة وللجرب المتعفن في الناس والدواب جميعا . وإذا قطر منه في الاذن بخل ، قتل الدود التي فيها وسكن الطنين والدوي . وإذا خلط بماء طبيخ الزوفا ، فعل مثل ذلك أيضا . وإذا احتملته المرأة من أسفل ، قتل الأجنة الاحياء وأخرج المشيمة الميتة ، كما من شأنه أن يفسد النطفة إذا مسح به الذكر في وقت الجماع . ولذلك صار من أبلغ الأدوية في منع الحبل حتى يصير من يستعمله على ما وصفنا عقيما . وأما ديسقوريدوس فقال : إن في القطران قوة أكالة تقطع أبدان الاحياء وتحفظ أبدان الموتى . ولذلك سماه قوم حياة الموتى . وقال قوم يدبغ أبدان الاحياء . ومن فعله أنه يقطع الثياب والجلود بإفراط تجفيفه وحره . وقد يصلح في إكحال العين لحدة البصر وجلاء البياض والآثار المتولدة عن اندمال قروح العين . وإذا قطر منه في الضرس المأكول ، فعل من ذلك . وإذا لطخ على الحلق ، منع من الخناق ووجع اللوزتين العارض من البلغم . وإذا تحسي مع البيض المشوي نيمبرشت ، نفع من الخناق وبحة الصوت . وإذا استنشق في زمان الوباء ، قطع تلك العفونات الوبئة ونقى الأبدان منها ونفع من الوباء . وإذا عمل منه ضماد بملح ، نفع من نهشة الحية المقرنة [2] . وإذا شرب بالطلاء ، نفع من الأرنب البحري . وإذا ألعق منه أو لطخ على داء الفيل ، نفع منه . وإذا تحسي منه مقدار أوقية ونصف ، نقى قروح الرئة . وإذا احتقن به ، قتل الدود الغليظ منه والدقيق وأحدر الجنين . وأجود القطران ما كان ثخينا صافيا قويا كريه الرائحة . إذا قطر منه على شئ ، ثبتت قطرته بحالها ولم تنتشر وتتبدد . وأدسم ما في القطران هو الحر الدهن الخالص الذي يجتمع في الصوف إذا علق به حين يطبخ . وما تبقى في الاناء فهو غليظ ، وكدره بمنزلة ‹ ثفل › الزيت عند الزيت . وهذا