responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأغذية والأدوية نویسنده : الإسرائيلي    جلد : 1  صفحه : 31


حارة رطبة باعتدال . وأما ما يحدث في الحاسة أذى فإنه يفعل ذلك بقوة مؤذية مؤلمة للحاسة مفرقة للاتصال . وذلك يكون إما بإفراط جمع ، وإما بإفراط تفريق ، لان الجمع المجاوز للاعتدال يجمع أجزاء اللسان ويضغط بعضها ببعض ، فيتفرق اتصالها وارتباطها .
ولذلك قال جالينوس أن اليبوسة متى كانت في الدرجة الرابعة فعلت فعل الحرافة . وأما إفراط التفريق فيكون بقوة قطاعة تحل الرباطات وتفرقها . وهي على ضربين : إما أن تفرق وتسخن المزاج مثل الحرافة والمرارة والملوحة ، وإما أن تفعل ذلك من غير إسخان مثل الحموضة . وإنما اختلفت طعوم الأغذية من قبل تغيير مزاجاتها ، واختلاف تأثير القوتين الفاعلتين في القوتين المنفعلتين . أعني بالقوتين الفاعلتين : الحرارة والبرودة ، وأعنى بالقوتين المنفعلتين : الرطوبة واليبوسة . وذلك أن الحرارة إذا فعلت في الرطوبة واليبوسة ، أحدثت ضروبا من الطعوم ، والدليل على ذلك أنا نجد أصل كل طعم من عنصرين : أحدهما : رطب مائي ، والاخر : يابس أرضى ، كالذي نشاهده من الثمار في ابتداء لونها لأنا نجدها إما رطبة مائية مثل القثاء والبطيخ وما شاكل ذلك ، وإما يابسة أرضية مثل البلوط والرمان والتفاح والخوخ وما شاكل ذلك ، حتى إذا تمادى بها الزمان وقبلت جوهر الأرض ورطوبة الماء ولطافة الهواء وطبختها الحرارة الغريزية من باطنها وحرارة الهواء من ظاهرها ، انتعشت ونمت ولانت أرضيتها وانعقدت رطوبتها وانتقلت إلى طعوم شتى على طبيعة النبات التي هي منه ، ومقدار حرارته من برودته وكيفية رطوبته الجوهرية في الغلظ واللطافة والتوسط بين ذلك .
ولذلك ، صار انتقال الثمار على ضروب لان منها ما ينتقل من العفوصة إلى الحلاوة بلا توسط طعم ثالث مثل التمر وما شاكله . ومنها ما لا ينتقل إلا بتوسط طعم ثالث مثل العنب فإنه لا ينتقل من العفوصة إلى الحلاوة إلا بتوسط الحموضة لأنه ينتقل بدءا إلى الحموضة ثم إلى الحلاوة . وما كان انتقاله بلا وسيط كان على ضربين : إما أن تثبت صلابة جرمه على حالتها وينتقل جوهره إلى الحلاوة مثل الشاهبلوط [1] وما شاكله ، وإما أن تتغير صلابة جرمه وتلين مع تغير جوهره وطعمه مثل الكمثرى والرمان ، والسبب في ذلك : أن العفوصة لما كانت في طبيعتها أرضية باردة يابسة ، وجب أن يكون انتقالها على ما هي عليه بما ضاد مزاجها وخالفه ، والمضاد لمزاجها في الحرارة والرطوبة . إلا أن ذلك ربما كان عن قوة فعل الحرارة فقط ، أو عن كثرة ، وربما كان عن زيادة الرطوبة وكثرتها ، وربما كان عن قوة فعل الحرارة فقط ، أو عن كثرة الرطوبة معا . وليس معنى قولي عن قوة فعل الحرارة فقط ، أو عن كثرة الرطوبة فقط هو أنه قد يمكن في شئ من الثمار الانتقال عن العفوصة إلى طعم آخر بغير رطوبة تغذوه وحرارة تطبخ غذاءه ، إلا أنى لما رأيت الحرارة في بعض النبات ضعيفة جدا مثل الخشخاش والبزر قطونا وما شاكلهما ، وفى بعضه قوية جدا مثل الفلفل والثوم وما شاكلهما ، وفى بعضه معتدلة مثل العنب والتين وما شاكلهما بسبب انتقال ما كان من الثمر ضعيف الحرارة إلى كثرة الرطوبة فقط ، وما كان منه قوي الحرارة بسبب انتقاله



[1] الشاه بلوط : شجرة الكستنة ( فارسية ) .

31

نام کتاب : الأغذية والأدوية نویسنده : الإسرائيلي    جلد : 1  صفحه : 31
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست