نام کتاب : الأغذية والأدوية نویسنده : الإسرائيلي جلد : 1 صفحه : 270
أحوالهم شيئا إلا سرعة الهزال إذا هم تركوا أكلها . وذلك أن اللحم المتولد عنهما منفوخ سريع الذوبان ، لأنه غير ملزز ولا كثيف مثل اللحم المتولد عن الخبز لكنه رخو منفوش [1] لا صبر له ولا بقاء ، ولذلك ينحل ويذوب بسرعة ويلحق أصحابه الهزال من كثب ، وإن كان التين أبعد انحلالا من الأعضاء قليلا . ولذلك لا يسرع الهزال إلى أهله بعد تركهم التغذية كما يسرع إلى من كان مستعملا للعنب ثم تركه . وقد يستعمل العنب على ضروب فتختلف قواه وأفعاله وغذاؤه وذلك : أن منه ما يؤكل وهو بعد طري حين يقطف من كرمه . ومنه ما يعلق بعد حتى ينشف الهواء أكثر رطوبته الفضلية . ومنه ما يكبس في السلال أياما . ومنه ما يحصل في جرار فخار وتغطى رؤوسها ويسد الوصل بزفت ويدفن في ثجير [2] العنب . و ‹ منه › ما يدفن في ثجيره من غير جرار . ومنه ما يصير في إناء ويلقى عليه الطلاء [3] وعصير العنب الحلو . فأما ما يؤكل منه حين يقطف من كرمه ، فإنه متى وافى المعدة نقية من الفضول خالية من الغذاء ، قوته على الطبخ ، وحسن انهضامه ولطف غذاؤه وأعان على إطلاق البطن وانحل عن الأعضاء بسرعة . وإذا وافى المعدة مملوءة فضولا أو غذاء أو ضعيفة عن الهضم ولبث فيها قليلا ، ولد نفخا وقراقر ( 2 ) وبخارات مصدعة مؤذية وأضر بالمعدة إضرارا بينا وكان الغذاء المتولد عنه مذموما . وأما ما يكبس في السلال ، فإن رطوبته تسخن وتغلي وتكسبه بخارات غليظة تترقى إلى الرأس وتحدث فيه صداعا . فلذلك صار مولدا للرياح والنفخ ، غليظ الغذاء ، عسير الانحلال من الأعضاء . وأما ما يصير في الجرار والفخار وتغطى رؤوسها ويطين الوصل بزفت ويدفن في ثجير العنب ، فإن الفخار ينشف أكثر رطوبته الفضلية ، إلا أنها أيضا تسخن وتحمى ويكتسب بخارا وغلظا . فهو لقلة رطوبته يقوي المعدة وينبه الشهوة للطعام فيمن كانت شهوته مقصرة ( 4 ) . ولما يكتسبه من البخار الغليظ ، يعسر انحداره من المعدة ويبعد من التدبير الملطف . فإذا أكثر منه ولد نفخا وقراقر ( 5 ) وصار مصدعا مؤذيا . وأما ما يدفن في ثجير العنب من غير حاجز يحجز بينهما ، فهو شبيه بما يرفع في الجرار ، إلا أن فيه تقوية للمعدة ومعونة على حبس البطن والنفع من نفث الدم . ذلك لما يكسبه من عفوصة الحب والقشر ، غير أن الاكثار منه مضر ( 6 ) بالمثانة والرأس لأنه يولد صداعا ، عسير الانحلال لما يتولد من البخارات إذا حمي يكبس بعضه على بعض . ولذلك صار ما يعلق تعليقا حتى ينشف الهواء أكثر رطوبته من غير أن يكسبه بخارا ولا غلظا ، أسرع انهضاما من سائر العنب وأحمده غذاء وأعدل وأشد موافقة
[1] في الأصل : رخوا منفوشا . [2] الثجير : ثفل عصير الثمار كالعنب والتفاح . [3] هو ما طبخ من عصير العنب حتى بقي ثلثه . ( 4 ) في الأصل : مقصرا . ( 5 ) في الأصل : وقراقرا . والتين وغيرها . أو هو ثفل كل ما يعصر . ( 6 ) في الأصل : مضرا .
270
نام کتاب : الأغذية والأدوية نویسنده : الإسرائيلي جلد : 1 صفحه : 270