نام کتاب : الأغذية والأدوية نویسنده : الإسرائيلي جلد : 1 صفحه : 263
وأما لحمه فأكثر غذاء من لحم التين اليابس وأعون على إطلاق البطن . وإذا أسهل ، كان إسهاله هين الانقطاع ، إلا أنه ردئ للمعدة حار . وزعم ديسقوريدوس أنه يقطع العطش ويسكن الحرارة ويجلب العرق . قال إسحاق بن سليمان : ما أعرف له شيئا يقطع به إلا أن يكون لأنه يملا العروق رطوبة . وإذا امتلأت العروق رطوبة ، استغنت عما يرطبها . فهو لهذا يقطع العطش المتولد عن جفاف الأعضاء . وأما إحداثه العرق ، فلانه ينقي الفضول إلى سطح البدن بتلطيف . ولذلك صار كثيرا ما يحدث الحصف [1] . وأما التين اليابس فحرارته في أول الدرجة الثانية ، وهي في وسط الدرجة الأولى يبسة [2] . ولذلك صار يسخن ويعطش ويستحيل إلى المرار . والغذاء المتولد عنه غير مستحصف ولا رخو ، بل متوسط بين ذلك . إلا أنه أغذي الفواكه وأقلها نفخا ، وإن كان لا ينفك من الفساد ، ومن قبل أنه متى وافى في المعدة لطخا وفضولا ، عسر انهضامه فيها ، وبعد انحداره عنها وأبطأ في جولانه وانحصر في عمق البدن وولد رياحا ونفخا ، وانتقل إلى دم فاسد مذموم ، وأحدث في سطح البدن قملا وصئبانا ، ذلك على حسب مقدار رطوبته في الرقة والغلظ ، لأنه إن كان طريا رطبا كانت رطوبته أرق وقل لبثه في مسام البدن مدة يمكن معها أن تستكمل عفونتها ويتولد منها حيوان . وإذا كان التين يابسا كانت رطوبته أغلظ وأكثر لزوجة وأطول لبثا في مسام البدن . ولذلك يتولد عنها القمل والصئبان ، لأنها لطول لبثها في مسام البدن تستكمل عفونتها وتنفذ وتصير حيوانا . ومتى وافى المعدة خالية من الغذاء نقية من الفضول ، جاد انهضامه فيها وبعد منها بسرعة ، ولطف غذاؤه ، وأسرع في جولانه وفى خروجه من مسام البدن وانحداره من الكلى ، وولد دما محمودا ولطف رطوبات البدن العفنة ونقاها إلى سطح البدن . وإن تعذر خروج الرطوبات العفنة من مسام البدن لغلظها ، لبثت هناك زمانا واستكملت عفونتها وولدت قملا وصئبانا . ولذلك صار التين محمودا من جهة ، مذموما من جهة . فأما الجهة التي يحمد فيها ، فلانه أقل مضرة من سائر الفواكه لما فيه من القوة الملطفة الكثيرة الجلاء المنقية . ولذلك صار مطلقا للبطن مدرا للبول منقيا للصدر والرئة والكلى والمثانة من الرطوبات الغليظة ، حتى أنه يحدر مع البول شيئا شبيها بالرمل . ويوافق من به ربو ، ومن تغير لونه من مرض مزمن وللمصروعين والمحبونين [3] . وأما الكبد والطحال ، فإنا لم نجد للتين وحده فيهما سدة وجسا [4] زاد فيهما ، لحلاوته ، فأضر بالكبد والطحال إلا أن يخلط معه بعض الأدوية التي لها تقطيع وتلطيف ، فيكتسب بذلك منفعة في سدد الكبد والطحال ليست باليسيرة . وأما الجهة التي يذم فيها ، فهي أنه إذا بعد انحداره عن المعدة سريعا ، غلظ غذاؤه وولد دما
[1] علة حكاك تعرض في البلدان الحارة من كثرة التعرق . ( ابن قرة : الذخيرة في علم الطب ) . [2] أي أنها في الثانية عند مبدئها وفى الأولى عند انقضائها . [3] المحبون والحابن : من عظم بطنه وورم . [4] الجسا ، والجسو : اليبس والصلابة .
263
نام کتاب : الأغذية والأدوية نویسنده : الإسرائيلي جلد : 1 صفحه : 263