responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأغذية والأدوية نویسنده : الإسرائيلي    جلد : 1  صفحه : 229


نفخ الشعير عنه إذا طبخ ، لان الشعير للطافة جوهره إذا أحكم طبخه ، زالت عنه نفخه ورياحه جملة .
والباقلى فلغلظ [1] جوهره ، صار لو عولج بأصناف العلاج ، لم تزل عنه رياحه ونفخه إلا أنها تقل وتكثر على حسب ما يلحقه من الصنعة . وسنبين ذلك في استكمالنا هذا الباب إن شاء الله ويستدل على غلظ رياح الباقلي وبعد انحلاله مما يعرض لآكله من التمدد والازدحام وانتفاخ الجنبين عند استعماله ، وإن كان المستعمل له صحيحا .
ولجالينوس في هذا فصل قال فيه : إن من يفقد حاله حتى يقف على ما يعرض له من اختلاف الحال عند تناول الأطعمة الغليظة ، وقف على أنه ، عند أكله الباقلي ، في بدنه كله تمددا يدله على أن ريحا [2] غليظة نافخة تهدد الأعضاء ولا سيما فيمن لم يعتد أكله ، أو من أكله وهو غير محكم الصنعة .
وله فيه قول آخر : إن الباقلي على سبيل الغذاء أشد نفخا وأعسر انهضاما ، وعلى سبيل الدواء معين على نفث الرطوبات من الصدر والرئة ، لان فيه من الجلاء شبيه بما في الشعير . ولذلك صار غير مولد للسدد ولا يبطئ في انحداره عن المعدة وسائر البطن ، كما تبطئ الأطعمة الغليظة الفاعلة الجلاء ، مثل الجشيش والسميذ وما شاكلهما . ويستدل على جلائه من جهتين : إحداهما : عذوبته وقربه من الحلاوة .
والثانية : معونته على نفث الرطوبات من الصدر والرئة وتنقيته لظاهر البدن إذا طلي عليه من خارج وتليينه للبشرة . ولذلك صار نافعا من الكلف محللا طلى [3] أورام الثديين والأنثيين [4] . وكثير [5] ممن يحب الزينة يكثر الاغتسال به دائما لينقي بشرته ويحسن لونها . وكل هذه الفضائل فإنها هي في جوهره ولبابه المميز من قشره . وأما قشره ، فبعيد من ذلك جدا لان قوته قابضة ليس فيها شئ من الجلاء . ولذلك صار كثير ( 4 ) من الناس يطحنون الباقلي بقشره بالخل ويطعمونه لمن كان به إسهال عن ضعف القوة الماسكة التي في المعاء .
والمختار من الباقلي ما كان عظيما أبيض حديثا غير عتيق ولا مأكول ( 6 ) . وقد يتخذ الباقلي على ضروب من الصنعة ، فتحدث له في غذائه أفاعيل مختلفة . وذلك أن منه ما يتخذ مطبوخا ، ومنه ما يستعمل مسلوقا ، ومنه ما يشوى مدفونا في جوف جمر ، ومنه ما يقلى على مقلى أو على طابق ( 7 ) .
فأفضل الباقلي وأحمده ما كان مطبوخا لان الماء الذي يطبخ فيه يفيده رطوبة ويلطف غلظه ويزيل عنه أكثر رياحه ونفخه ويسرع انهضامه وانحداره ، ولا سيما إذا سلق بالماء ورمي بمائه الذي سلق فيه ، وطبخ بماء ثان ، لان أكثر رياحه يزول في الماء الأول ، وإن كان ذلك ناقصا من لذاذته وطيب طعمه .
وقد يستعمل هذا الضرب أيضا على جهتين : لان منه ما يطبخ بقشره ، ومنه ما يطبخ بغير قشره . فغليظ ( 8 )



[1] في الأصل : فلغظ .
[2] في الأصل : ريح .
[3] الطلى ، جمع أطلاء : الشديد المرض .
[4] الأنثيان : الخصيتان .
[5] في الأصل : كثيرا . ( 6 ) أي لم يتسوس . ( 7 ) إناء يطبخ فيه . ( 8 ) ثمة انقطاع في الكلام هنا . وواضح أن كماله : ( فأما ما يطبخ بقشره ، فغليظ . . ) .

229

نام کتاب : الأغذية والأدوية نویسنده : الإسرائيلي    جلد : 1  صفحه : 229
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست