responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأغذية والأدوية نویسنده : الإسرائيلي    جلد : 1  صفحه : 222


حديث ، ويقلى قليا كيما تبقى رطوبته الجوهرية فيه ، وتكون رائحته رائحة ذكية طيبة .
وقد يستعمل سويق الشعير على ضروب من صنعته ، فتظهر منه أفاعيل مختلفة وذلك أن منه ما يستعمل وحده ساذجا ومنه ما يستعمل مع غيره . وما يستعمل وحده [1] يستعمل على ثلاثة ضروب : وذلك أن منه ما يحل بالماء ويشرب من غير أن ينقع ولا يغسل . وما كان على هذا المثال ، كان غذاؤه أكثر ، وانهضامه وانحداره أعسر ، وتوليده للرياح والنفخ أزيد ، وإسخانه للأبدان أقوى ، وتجفيفه للرطوبات وعقله للبطن أكثر . ومنه ما ينقع في الماء ساعة ثم يغسل بالماء مرات حتى يصير إلى غاية انتفاخه وتزول عنه أكثر رياحه ونفخه ، ويبتل جرمه ويلين ويكتسب من الماء برودة ورطوبة يقوى بها على تسكين الحرارة وقطع العطش وسرعة الانحدار وتليين الطبيعة . إلا أن غذاءه يقل كثيرا لكثرة ما يتحلل من جوهره في الماء الذي يغسل به [2] . ومنه ما يغسل بالماء مرات حتى يبلغ غاية انتفاخه ثم ينقع وقتا طويلا ويصفى ويشرب الماء الذي يصفى عنه ، فيكون تبريده للأبدان أقوى وتسكينه للعطش أكثر وانحداره أسرع وتليينه للبطن أزيد ، إلا أن غذاءه يكون قليلا نزرا . وقد يستعمل الناس السويق في الصيف كثيرا على هذا المثال الذي قدمنا ذكره لأربع ساعات من النار أو خمس ، يقصدون به تسكين الحرارة وقطع العطش .
وأما ما يتخذ من السويق مع غيره ، فيكون على ضربين : لان منه ما يتخذ مطبوخا ، ومنه ما يتخذ غير مطبوخ بماء [3] ويسير من لبن حليب وخشخاش أبيض محمص ، ويشرب [4] لسحوج الأمعاء الحادثة عن حدة المرة الصفراء ، لأنه يسكن حدة الفضل الداعي لكثرة القيام [5] ، ويجلب النوم . إلا أنه يجب أن يتوقى الاكثار منه وبخاصة إذا كان المستعمل له ضعيفا لأنه زائد في الضعف وسقوط القوة ، مانع من درور البول .
وأما ما يتخذ غير مطبوخ ، فيستعمل على ثلاثة ضروب : لان منه ما يؤخذ بالعسل أو بالسكر ، ومنه ما يشرب بالشراب ، ومنه ما يشرب باللبن ، ومنه [6] ما يشرب بالعسل ، فإن العسل يفيده حرارة وإسخانا ويزيد في جلائه وإطلاقه للبطن ويزيل عنه رياحه ونفخه ، إلا أنه يقل غذاؤه . وما يتخذ بالسكر ، فإنه يفعل فعل العسل في جودة الجلاء وإطلاق البطن وقلة الرياح والنفخ ، إلا أنه دونه في الاسخان وقلة الغذاء . وأما الذي يشرب بالشراب ، فإنه يكتسب خمرية وعطرية تعينه على نشف رطوبات المعدة وتقوية جرمها وجرم المعاء ويقطع الاسهال الكائن عن ضعف القوة الهاضمة في المعدة والكبد جميعا . وأما ما



[1] قبلها في الأصل : ( مع ) ملغاة بشطبتين .
[2] في الأصل : منه .
[3] يبدو أن ثمة انقطاع في الكلام هنا . ومفاده : ( أما ما يتخذ منه مطبوخا فيطبخ بماء . . ) .
[4] يستقيم السياق مع القول : ( ويشرب ، فينفع لسحوج . . ) .
[5] يرجح هذا احتمال أن يكون السحوج من قبيل الاسهال المزمن ، كما سبقت الإشارة إليه .
[6] كذا في الأصل وفيه تكرار . والصواب القول : ( أما ) بدل ( ومنه ) .

222

نام کتاب : الأغذية والأدوية نویسنده : الإسرائيلي    جلد : 1  صفحه : 222
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست