نام کتاب : الأغذية والأدوية نویسنده : الإسرائيلي جلد : 1 صفحه : 19
واستحال إلى فساد ، وأحدث أمغاصا ونفخا وقراقر . وإما أن يتفجج في المعدة لضعف الحرارة عن طبخه ، فيستحيل إلى الحموضة والعفونة ويحدث نفخا وقراقر وجشاء حامضا عفنا . فإن كانت العفونة أغلب على الجشاء دلت على أن الفضل سوداوي [1] ، وإن كانت الحموضة أغلب دلت على أن الفضل بلغماني . وقد يختلف ذلك في الناس على حسب اختلاف صنوف البلغم ، لان أصناف البلغم على ضروب خمسة : وذلك أن منه نوعا يعرف بالتفه أي لا طعم له . وهذا النوع هو الطبيعي ومسكنه العروق لكنه جوال مع الدم في جميع البدن ، من قبل أنه دم لم يكمل نضجه فيعذب ، ولذلك صارت الطبيعة تستعمله في تغذية البدن عند حاجتها إليه عند نقصان الدم ومنفعته للبدن أن به تكون سهولة الازدراد وحركات المفاصل ، وجولان الغذاء إلى جميع البدن ، وخروج ما يخرج من فضول البدن . ومنه نوع ثان : يميل إلى العذوبة قليلا قريب من طبيعة الدم ، دال على حرارة قد قويت على البلغم الطبيعي فزادت في هضمه ، ونقلته إلى العذوبة . ومنه نوع ثالث : مائل إلى الملوحة والبورقية قريب من طبيعة المرة الصفراء ، دال على حرارة قوية ، قد أفرطت على رطوبة البلغم ، وأسخنتها وصيرتها بورقية . ولذلك صار هذا النوع من البلغم زائدا في شهوة الماء ، وناقصا من شهوة الغذاء . ومنه نوع رابع : مائل إلى الحموضة قريب من طبيعة المرة السوداء ، دال على برودة زائدة قد غلبت على البلغم ومنعت من كمال نضجه ، ونقلته إلى الحموضة . ولذلك صار هذا الضرب من البلغم ناقصا من شهوة الماء ، وزائدا في شهوة الغذاء . ومنه نوع خامس : يعرف بالزجاجي لأنه شبيه بالزجاج الأبيض المذاب نستغني عن ذكره في هذا الموضع لأنه لا يغذو البدن أصلا ، ولا يستحيل كاستحالة سائر صنوف البلغم ، ولا يجول في البدن ، ولا ينقاد لفعل الطبيعة ، وذلك لغلظه وقوة برده . وكذلك المرة قد تتصنف على ضروب : وذلك أن منها نوعا يعرف بالأشقر ، لأنه لونه متوسط بين الصفرة والحمرة . وهو النوع الطبيعي المتولد في أبدان الأصحاء ومسكنه ليس المرارة لان الطبيعة تستبشعه لمرارته [2] وحدته فحصرته في موضع ولم ترسل منه مع الدم إلا مقدار حاجتها إليه في تقوية القوة الجاذبية في كل واحد من الأعضاء ، كما بشعت المرة السوداء لشدة حموضتها وقوة بردها ويبسها ، فحصرتها في الطحال ولم ترسل منها مع