responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأغذية والأدوية نویسنده : الإسرائيلي    جلد : 1  صفحه : 186


ولبابه أكثر ونخالته وقشوره أقل . وما كان منه كذلك ، كان لعمل دقيق السميذ أفضل منه لعمل دقيق الخشكار ( 4 ) ، وكان غذاؤه أكثر ، وانحداره عن المعدة أعسر ، وانحلاله من الأعضاء أبعد . وذلك لبعد انقياده لفعل الطبيعة للزوجته وعلوكته . ولهذا السبب صار غذاؤه لتقوية الأعضاء وشدتها ، أفضل منه لحفظ الصحة وثباتها ، من قبل أن قوة الأعضاء تحتاج من الأغذية إلى ما كان لبثه فيها أطول ، وانحلاله منها أعسر ، وانقياده للانفعال عند حاجة الطبيعة إلى تحليله أبعد . وحفظ الصحة وثباتها يحتاج من الغذاء إلى ما كان لبثه في الأعضاء أقل ، وانحلاله منها أسهل ، وانقياده للانفعال عند حاجة الطبيعة إلى تحليله أسرع .
وما كان من الحنطة سخيفا متخلخلا خفيف الوزن ، سريع المكسر ، أبيض الداخل ، كانت نخالته وقشوره أكثر ، ولبابه ودقيقه أقل . وما كان كذلك ، كان لعمل دقيق الخشكار أفضل منه لعمل دقيق السميذ ، وكان غذاؤه للأبدان أقل ، وانحداره عن المعدة أسرع ، وانحلاله من الأعضاء أسهل . وذلك لسرعة انقياده لفعل الطبيعة لسخافته ورخاوته ، ومن قبل ذلك صار فعله في حفظ الصحة وبقائها أكثر منه في تقوية الأعضاء وشدتها ، للأسباب التي قدمنا ذكرها من سرعة انقياده ، لرخاوته وكثرة نخالته وقلة لزوجته وعلوكته .
وأما اختلاف الحنطة بسبب تربتها وأرضها التي تنبت فيها ، فيكون على ثلاثة ضروب : وذلك أن من الأراضي ما هي عذبة علكة كثيرة الدسم والغذاء . ومنها ما هي قحلة جافة قليلة الدسم والغذاء ، إما من طبيعتها وجوهريتها ، وإما لعارض عرض لها من دغل ( 1 ) كان فيها وأحرق بالنار ، فجففت النار رطوبتها ، وأفنت أكثر دسمها وعذوبتها ، وأكسبتها قحلا وجفافا . ومنها ما قد كانت من طبيعتها قحلة جافة ، وأحرق دغل كان فيها بالنار ، فازدادت بفعل النار فيها قحلا وجفافا ، واكتسبت بورقية وصارت في حد السباخ ، وخرجت من حد ما ينتفع به أصلا . فما كان من الحنطة نباته في أرض دسمة عذبة كثيرة الغذاء ، كان أسمن وأدسم وأشد اكتنازا وتلززا ، وأثقل وزنا لأنها تغتذي بغذاء كثير الدسم والعذوبة . وما كان من الحنطة كذلك ، كان لبابه وجوهره أكثر ، وقشره ونخالته أقل . وما كان من الحنطة نباته في أرض قحلة جافة قليلة الدسم والعذوبة ، وكان ذلك لها من جوهريتها أو لعارض عرض لها من دغل كان فيها ، فاحترق بالنار وكانت أقل سمنا وأسخف جسما وأخف وزنا إذا كانت لا تكتسب من الغذاء إلا اليسير لقحل أرضها وقلة دسمها . وأما الأرض التي هي في طبيعتها جافة قحلة ثم أحرقت بالنار لدغل كان فيها وازدادت بفعل النار فيها ، قحلا وجفافا ، فإنها لا تكاد أن تنبت شيئا . فإذا أنبتت كان ما ينبت فيها رقيقا يابسا كمونيا ( 1 ) يعرف بالزوان لا لباب له ولا غذاء أصلا . لكنه خارج عن طبيعة الغذاء داخل في طبيعة الأدوية السمية . ولذلك صار بالأبدان مضرا جدا .


( 1 ) سيأتي شرح المصنف له في كلامه على الخبز . ( 2 ) الدغل : دخل في الامر مفسد . أو هو الشجر الملتف الكثير ، أو اشتباك النبات وكثرته . ( 3 ) كمن كمونا في الشئ : استتر به .

186

نام کتاب : الأغذية والأدوية نویسنده : الإسرائيلي    جلد : 1  صفحه : 186
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست