نام کتاب : الأغذية والأدوية نویسنده : الإسرائيلي جلد : 1 صفحه : 131
لبن اللقاح أخص الأشياء بالنفع من الاستسقاء العارض من سدد الكبد والطحال لكثرة مائيته وحدتها . وما كان منها من حيوان أعدل أو أميل إلى البرودة قليلا ، كان فعله في الفضول السوداوية المتولدة عن احتراق الدم والمرة الصفراء ، أوجب وأوكد . ولذلك صار ماء الجبن المتخذ من لبن الماعز نافعا من الجرب والهق والكلف ونزول الماء في العين إذا استعمل في كل علة بما يوافقها من التدبير والعلاج . ومن قبل ذلك ، صار إذا احتقن به ، غسل المعاء ونقاها من الأوساخ الرديئة الفاسدة ، ونظف قروحها من المدة [1] العفنة . ولجالينوس في هذا فصل قال فيه : متى رأيت قروحا فاسدة مملوءة مدة ، فاغسلها بماء الجبن ، إما بالشرب متى كانت القروح في أعلى البدن ، مثل الصدر وما يليه ، وإما بالحقنة متى كانت القروح في أسفل البدن ، مثل المعاء وما يليها . ولهذه الجهة ، صار كل لبن مائيته أكثر ، فهو أسلم الألبان وأقلها غائلة وإن أدمن استعماله ، لأنه يبعد من تولد الدم الغليظ كثيرا . ولذلك قال جالينوس : أن ما كان من الألبان رقيقا مائيا شبيها بلبن الأتن [2] والخيل ، فهو غير مولد للدم الغليظ . ولهذا ما صارت هذه الألبان غير مضرة بأصحاب التدبير الملطف . وما كان من الألبان جبنيته أكثر من مائيته ، مثل لبن البقر والنعاج ، فأنه يولد دما غليظا وإن كان لبن البقر بذلك أخص لقلة مائيته بالطبع . وما كان من الألبان معتدلا في جواهره الثلاثة ، مثل لبن النساء وبعده لبن الماعز ، فإنه يولد دما معتدلا فاضلا . ولذلك اختارت الأوائل اتخاذ ماء الجبن من لبن الماعز خاصة . وقد يختلف ماء الجبن في تأثيره وفعله على حسب الشئ الذي يستخرج به ، لان منه ما يستخرج بالاسكنجبين . ومنه ما يستخرج بلب القرطم . ومنه ما يستخرج بالماء البارد أو بالرماد الحار . ومنه ما يستخرج بماء التمر هندي . فما كان منه مستخرجا بالاسكنجبين ، أفاده الاسكنجبين زيادة في التلطيف والتنقية يقوى بها على تفتيح سدد الكبد والطحال وتنقية الجلد من البثور والقوباء [3] الكائنة عن الدم المحترق ، والنفع من نزول الماء في العين . وما استخرج بلب القرطم ، اكتسب من لب القرطم حرارة وحدة يقوى بها على تنقية البلغم العفن ، والنفع من الحميات البلغمانية المتطاولة ، وتنقية ظاهر البدن من البثور المتولدة عن البلغم المالح . وما استخرج منه بالماء البارد أكسبه الماء رطوبة وبرودة يقوى بها على تسكين حرارة المعدة والتهابها ، وقطع العطش المتولد عن حدة المرة الصفراء . وكذلك ما استخرج بماء التمر هندي يفعل مثل هذه الأفاعيل ، إلا أنه يكون أشد تقطيعا للفضول وإطلاق البطن وتنقية المعدة والمعاء لما يكتسبه من قوة التمر هندي . وأما ما يحمل من اللبن على الرماد الحار حتى يغلى ويجمد ويتجبن ، ويستخرج ماؤه منه
[1] المدة : ما يجتمع في الجرح من القيح . [2] الأتان ، جمع أتن وأتن وآتن : الحمارة ، أو هي الأنثى من الحمر . [3] داء يتقشر منه الجلد . يعرف عند العامة بالحزاز .
131
نام کتاب : الأغذية والأدوية نویسنده : الإسرائيلي جلد : 1 صفحه : 131