responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأغذية والأدوية نویسنده : الإسرائيلي    جلد : 1  صفحه : 13


توسطا معتدلا مثل السخونة اللذيذة المتوسطة بين الحرارة والبرودة والليانة [1] المتوسطة بين الصلابة والرخاوة .
وأما الخاصي : فهو ما كان معتدلا بالإضافة إلى كل مزاج حائد عن الاعتدال ، فصار معتدلا بإضافته إليه ، ورده إلى التوسط والاعتدال .
مثال ذلك : أن الانسان متى كان صفراويا قد غلب على مزاجه الحرارة واليبوسة ، كان المعتدل من الأغذية عنده ، والأفضل في صلاح حاله ما كان منها باردا رطبا ليقمع ببرده ورطوبته حدة حرارة مزاجه العرضية ويرطب يبسه ويرده إلى التوسط والاعتدال . فقد بان ان المعتدل يقال على معنيين : إما معتدل موافق ومشاكل لمن كان مزاجه صحيحا لملائمته له وزيادته فيه ، وإما منافرا ومخالفا لمن كان مزاجه حائدا عن الاعتدال لمضادته له ونقله إياه إلى التوسط والاعتدال .
وعلى هذا الوزن والمثال يجرى القياس في الأسنان ( 1 ) والأزمان والبلدان والمهن والعادات ، لأنه لا يشك أحد من الطبيعيين أن المعتدل من الأغذية عند الشبان غير المعتدل عند المشايخ . والمعتدل في زمان الربيع غير المعتدل في زمان الخريف . والمعتدل في الصيف غير المعتدل في الشتاء . والمعتدل في البلدان الشمالية غير المعتدل في البلدان الجنوبية . والمعتدل عند أهل الرياضة والتعب غير المعتدل عند أهل الدعة والسكون ، إذ كان أهل التعب والرياضة يحتاجون من الغذاء ما كان أغلظ وأعسر انهضاما وأبطأ انحلالا من الأعضاء . وأهل الدعة والسكون يحتاجون من الغذاء إلى ما كان لطيفا سريع الانهضام سهل التحلل من الأعضاء .
وأما تدبير الأبدان على حسب استحصافها وتخلخلها على هذا المثال ، وذلك أنه متى كان البدن متخلخلا سريع التحلل للبخارات جعلنا ما يستعمله صاحبه من الغذاء ما كان كثيرا في كميته ، غليظا لزجا في كيفيته ، ليملأ المسام بكثرته ويشدها بغلظه ويعسر انحلاله منها لان الغذاء إذا كان قليلا رقيقا ، مع سعة المسام وتخلخلها ، لم يؤمن عليه ان يتحلل أكثره ويخرج من المسام بسرعة ويعدم الأعضاء كثيرا من الغذاء . وإذا كان الغذاء كثيرا غليظا ملا المسام وسدها وعسر انحلاله منها ، ولم تحتج منه الا ما كانت الطبيعة محتاجة إلى اخراجه .
ومتى كان البدن كثيفا مستحصفا مانعا للبخارات من التحلل والخروج ، جعلنا ما يستعمله صاحبه من الغذاء قليلا في كميته رقيقا سائلا في كيفيته ، لان الغذاء إذا كان كثيرا غليظا مع ضيق المسام وكثافتها ، اجتمع في البدن من بقايا الانهضام الثالث الكائن في الأعضاء مقدار لا يؤمن معه حدوث علل مزمنة وبخاصة أوجاع العصب والمفاصل . وإذا كان الغذاء رقيقا سيالا سهل خروجه من المسام الضيقة بسرعة ولم يبق منه في البدن الا مقدار حاجة الطبيعة إليه في تغذية الأعضاء ، وسلم البدن من أذيته .



[1] الليانة : ضد الخشونة . ( 2 ) الأسنان : جمع السن وهو مقدار العمر .

13

نام کتاب : الأغذية والأدوية نویسنده : الإسرائيلي    جلد : 1  صفحه : 13
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست