responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأغذية والأدوية نویسنده : الإسرائيلي    جلد : 1  صفحه : 120


لان الأجنحة في نفسها عصبية صلبة ليفية اللحم ، لان الطبيعة احتاجت أن تكون كذلك ، لتثبت على دوام الحركة وصعوبتها . غير أنها لدوام حركتها وتعبها دائما ، استرخى لحمها ولان واكتسبت لطافة ولذاذة وسرعة انهضام . فهي بالإضافة إلى ذاتها ، قريبة من طبيعة لحم الكراكي والطواويس في غلظه وبعد انهضامه . وبالإضافة إلى دوام تعبها وحركتها ، قريبة من طبيعة أطراف العضل في لطافتها وسرعة انهضامها .
وأما اختلاف غذاء الطير من قبل سمنه وهزاله ، فإن ما كان من الطير أرطب مزاجا في طبيعته وذاته ، كان مهزوله أحمد من سمينه ، لان يبس الهزال يزيل عنه أكثر رطوبته ويعدل مزاجه ، وزيادة الشحم تزيد في رطوبته وغلظه وبخاصة متى كان هرما أو صغيرا جدا . وما كان من الطير أيبس مزاجا بالطبع ، كان سمينه أفضل من مهزوله وبخاصة متى كان فتيا ، لان رطوبة الشحم تزيل عنه أكثر يبسه وتصلح مزاجه .
وقد يختلف الطير في سمنه وجودة غذائه على حسب أزمان السنة ، وذلك أن من الطير ما يسمن ويجود غذاؤه في الشتاء وبعده الربيع ، مثل التدرج والشحرور والفواخت . ومنه ما يسمن ويجود غذاؤه في الخريف وبعده الصيف ، مثل الدراج والطير المسمى أسود الرأس والسمان والشفنين .
وأما اختلاف غذاء الطير على حسب اختلاف أعضائه ، فيكون على وجوه ثلاثة : أحدها : من تركيبها وتأليفها . والثاني : من حركتها وسكونها . والثالث : من مواضعها وأماكنها . وأما تركيب الأعضاء فقد بينا أنها تكون على ثلاثة ضروب ، لان منها عصبي مثل الجلد والمعاء ، ومنها لين رخو مثل الشحم والدماغ ، ومنها معتدل مثل العضل واللحم الأحمر المعرى من الشحم . فما كان منها عصبيا كان قليل الغذاء بطئ الانهضام وبخاصة متى كان من حيوان مهزول أو حيوان يابس بالطبع ، مثل الشفنين والحجل والورشان . وما كان من حيوان مخصب سمين أو حيوان رطب المزاج بالطبع مثل البط والفراخ الحمام ، فإنه إذا انهضم غذى غذاء كثيرا عسير الانحلال من الأعضاء .
فأما ما كان من الأعضاء تركيبه لينا رخوا مثل الشحم والدماغ ، فإن الغالب على مزاجه الحرارة والرطوبة ، إلا أن رطوبته أغلب قليلا وبخاصة متى كان من حيوان أرطب بالطبع . ولذلك صار قليل الغذاء مذموما للأسباب التي بيناها فيه عند كلامنا في ذكر شحوم الحيوان المشاء . وقد يختلف شحم الطير على حسب اختلاف مزاج الحيوان الذي هو منه ، وسنه ، وطراء الشحم وقدمه ، وذلك أن ما كان من حيوان أسخن ، كان مزاجه أحر وأكثر تحليلا للأورام . وما كان من حيوان أبرد ، كانت [1] حرارته أقل وكان في ذاته أعدل . وما كان منه من حيوان أيبس بالطبع ، كان أقل ترطيبا وتليينا . وما كان من حيوان أرطب ، كان أكثر ترطيبا وتليينا وتسكينا للحدة العارضة في الأعضاء . ولذلك صار شحم الإوز نافعا من



[1] في الأصل : كان .

120

نام کتاب : الأغذية والأدوية نویسنده : الإسرائيلي    جلد : 1  صفحه : 120
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست