responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأغذية والأدوية نویسنده : الإسرائيلي    جلد : 1  صفحه : 118


لحمها أغلظ غذاء وأكثر فضولا وأعسر انهضاما وأردأها كلها النعام ، لأنها أغلظ غذاء وأكثر إتعابا للمعدة جدا . ولذلك صار لحمها غير موافق للمعدة لاتعابه لها واستكداره إياها لبعد انهضامه . ولهذا صار من الأفضل ألا يستعمل من النعام إلا أجنحتها ورقابها فقط ، لان الأجنحة من كل طير أرخى لحما وأسرع انهضاما ، لان دوام حركتها ترخى لحمها وترضه فيسرع انهضامه ويجود . وأما البط فهو ألطف وأقل فضولا وأرطب لحما وألذ طعما من النعام كثيرا وبخاصة ما كان منها بريا ، أو كان قد جعل في علفه التين اليابس المدقوق ، لان ذلك مما يزيد في لذاذته وكثرة غذائه وسرعة انهضامه وجودة استمرائه في العروق . وأفضل ما في البط أيضا أجنحته ، وأذم ما في البط النوع المسمى الخشيشار لأنه أغلظها وأكثرها رطوبة .
وللفاضل أبقراط في هذا فصل قال فيه : إن جميع الطير أخف لحما وأقل رطوبة من المواشي .
وأجف الطير وأقله رطوبة الفواخت ، وبعدها في ذلك الحجل ، وبعد الحجل الدراج . وأرطب لحوم الطير الحضري لحم الإوز ، وأرطب لحوم الآجام لحم الخشيشار . وأما فراخ الحمام ، فإنها ألطف وأسرع انهضاما وأقل فضولا من البط كثيرا ، ذلك لنقصان رطوبتها عن رطوبة البط ورخاوة لحمها ، إلا أنها لزيادة حرارتها ، صارت أكثر إحراقا للدم وبخاصة متى كانت برية لأنها أزيد حرارة وأقل رطوبة .
ولذلك صارت أسرع استحالة إلى الاحتراق وجنس المرار .
ولهذا نهت الأوائل عن استعمالها إلا بما يبرد مزاجها ، ويقمع حدة مزاجها وحرارتها ، لتقل أذيتها ، فأمرت بأن لا تتخذ إلا حضرمية [1] ، أو بوارد مطيبة بماء رمانين [2] وحماض الأترج وماء حصرم ولب الخيار والقثاء وقضبان الرجلة وقلوب الخس والهندباء والكزبرة الرطبة واليابسة والأمير باريس [3] .
وأما النواهض من الحمام ، فهي أقل فضولا من الفراخ وألطف كثيرا من قبل أنها أقل رطوبة وأيبس .
وأما اختلاف غذاء الطير من قبل سنه ، فإن ما كان من الطير أيبس مزاجا ، فإن صغيره أفضل وبخاصة متى كان مزاجه حارا ، وما كان مزاجه أرطب ، فإن كبيره منه أفضل ، وبخاصة متى كان مزاجه باردا .
وأما اختلاف غذاء الطير على حسب لطافته وغلظه ، فيكون على أربعة ضروب : وذلك أن من الطير اللطيف جدا في النهاية كأنه في الدرجة الرابعة من اللطافة ، مثل التدرج والشحرور . ومنه ما هو دون ذلك بدرجة كأنه في الدرجة الثالثة من اللطافة ، مثل الدراج والحجل والطيهوج والفراريج والفراخ والعصافير . ومنه ما هو دون ذلك أيضا بدرجة ، في الدرجة الثانية من اللطافة ، مثل الشفنين والفواخت



[1] حضرم وحضرم الطعام : خلطه ، وهو محضرم أو مخضرم : بين بين .
[2] وروي : ماء الرمامين .
[3] هو الغرم ، ويقال له أيضا : أمبرباريس . وبالفارسية : الزرشك .

118

نام کتاب : الأغذية والأدوية نویسنده : الإسرائيلي    جلد : 1  صفحه : 118
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست