responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأغذية والأدوية نویسنده : الإسرائيلي    جلد : 1  صفحه : 115


انحلالها ، يقل لبثها في الأعضاء . ولذلك صارت لا تفيد الأعضاء قوة حسنة . ولهذا ما صار فعلها في بقاء الصحة ودوامها ، أفضل من فعلها في قوة الأعضاء وشدتها . وأحمد ما يكون هذا الضرب من الطير ، حين يبتدئ بالصياح لان في ذلك الوقت تقوى حرارتها الغريزية ، وتقل فضول بدنها ، وبخاصة متى كانت ذكرانا . ومن خاصتها أنها إذا استعملت زيرباج [1] سكنت اللهب العارض في المعدة .
ولديسقريدس فيها قول قال فيه : إن الدراج والفراريج إذا استعملت أسفيذباج ، أسهلت البطن وعدلت المزاج .
قال إسحاق بن سليمان : لعمري متى استعملت أسفيذباج كانت أفضل في المعونة على إطلاق البطن ، وأما في تسكين الحرارة واعتدال المزاج ، فالزيرباج أخص بذلك كثيرا . وأما الدجاج ، فلأنها أقل رطوبة وأكثر يبوسة من الفراريج بالطبع ، صار فعلها مخالفا لفعل الفراريج ، لان الفراريج من شأنها أن تلين البطن ، والدجاج من شأنها ‹ أن › تجمع الثفل وتعقل البطن . وأما الديوك ، فإن حرارتها أشد وأقوى من حرارة الدجاج والفراريج ، اكتسب لحمها ملوحة لطيفة قوي بها على الانحدار بسرعة وبخاصة متى كان من ديوك هرمة قد طعنت في السن ، لان الهرم من كل حيوان أرخى لحما وألين بالطبع . فإذا اجتمع للديوك رخاوة لحم الهرم ولينه مع ملوحة لطيفة ، قربت من الأشياء المعينة على إطلاق البطن .
ولجالينوس في هذا فصل قال فيه : إن الديوك الهرمة الطاعنة في السن متى استعملت بالملح والشبت [2] والكمون وورق اللبلاب وأصل الكراث النبطي وورقه ولب القرطم [3] ، أحدرت فضولا بلغمانية ونفعت من القولنج ووجع المعدة العارضين من الرياح الغليظة والرطوبات البلغمانية وسكنت الربو والرعشة ووجع المفاصل .
فإن عارضنا معترض وقال : فلم لا كانت هذه الخاصة للفتى من الديوك ؟ وهو أكثر حرارة بالطبع ، وما كانت حرارته أكثر كانت ملوحته أقوى .
قلنا له : إن ذلك امتنع من الفتي من الديوك لجهتين : إحداهما : أن حرارته أقوى وملوحته أشد .
فلما اشتدت ملوحته ، خففت الثفل أكثر من المقدار ، ومنعت من الانحدار . والثانية : أن لحمه أصلب وأبطأ انهضاما . فلما اجتمع فيه تخفيف الملوحة وعسر انهضامه ، زالت عنه الخاصة التي كانت له . وأما الهرم ، فلما كانت ملوحته ألطف ولحمه ألين وأرخى ، سهل انهضامه وانحدر بسرعة وبخاصة متى صير له مع علفه التين المدقوق واللبن . فإن ذلك مما يسهل انحداره عن المعدة والمعاء ويجيد هضمه ويكسبه لذاذة وطيب طعم .
ولجالينوس في هذا ، مثل ذلك ، فصل قال فيه : أما الديوك الهرمة ، فلان ملوحتها لطيفة غير



[1] وردت في ( كتاب الذخيرة في علم الطب ) لثابت بن قرة باسم زبرباجة .
[2] الشبت والشبت : نبات ، من التوابل يشبه الشمرة . يقال له : ( رز الدجاج ) .
[3] نبات يعرف أيضا بالعصفر . فعلي زهره مدر للبول في الحصبة .

115

نام کتاب : الأغذية والأدوية نویسنده : الإسرائيلي    جلد : 1  صفحه : 115
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست