responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأغذية والأدوية نویسنده : الإسرائيلي    جلد : 1  صفحه : 620


واحدة منهما بقسطه على حسب توسطه بينهما على الحقيقة وانحرافه إلى إحداهما دون الأخرى .
وإذ أتينا على ما أردنا إيضاحه من الأصول التي يختلف فيها الشراب ، وهي بسائط مفردات ، فقد بقي أن يستمر القول عليها وهي مركبة وممتزجة ، إذ من الممتنع وجود شراب بلون من الألوان معرى من الطعم والرائحة والقوام ، ولا وجوده بطعم من الطعوم وهو معرى من الرائحة واللون والقوام ، ولا برائحة وقوام معرى من اللون والطعم .
ويصير ابتداء كلامنا بالشراب الأبيض والأسود لأنهما الحاشيتان والطرفان [1] ، وما سوى ذلك من الألوان فمركب منهما .
* * * في الشراب الأبيض أما الشراب الأبيض فالأخص منه ضعف الحرارة وتفاهة الطعم وقلة الاحتمال للمزاج ، وقلما يكون حلوا أو عفصا أو غليظا . فما كان رقيقا ضعيف الحرارة تفه الطعم ، قليل الاحتمال للمزاج ، كان أقل الأشربة حرارة وأسرعها انهضاما وانحدارا وجولانا في البدن ونفاذا في العروق وأقلها لبثا في الأعضاء . ولذلك صار أضعفها غذاء وأكثرها تمكينا للحرارة والعطش وأدرهما للبول . وما كان منه [2] قابضا ، كان قوامه ، لا محالة ، غليظا . ولذلك قال جالينوس : وليس يكاد أن يوجد شراب أبيض قابض إلا غليظا . وما كان كذلك ، كان أزيد لغذائه وأفسد لجوهره وأعسر لانهضامه وانحداره وأمنع من درور البول وأبعد من الترقي إلى الرأس وأعون على حبس البطن ، إلا أن ذلك فيه قليل لقربه من لون الماء وخفته . والأخص به تقوية المعدة والدماغ والنفع من شرب المياه الرديئة الفاسدة السنخية [3] الملحية ودفع الضرر الحادث من شرب الماء القوي البرودة والثلوج ، من قبل أن المياه الرديئة إذا شربت استحالت ، على ما بينا ، وأفسدت جوهر المعدة وأضعفت قوى المعدة وجلبت إليها من البدن كل فضول مرية ، كما تنجلب إلى معد المدمنين على الصوم إذا حميت معدهم وضعفت قواها لعوزها الغذاء . فإذا صارت تلك الفضول إلى المعدة ، ترقت بخاراتها إلى الدماغ وولدت صداعا . فإذا مزجت بالشراب الأبيض القابض ، ألطفها وأهضمها وكسر حدتها بلطافته كما يكسر الماء العذب حدة الشراب الصرف ، ثم يقوي المعدة بقبضه وعفوصته ويعينها على دفع مع يؤذيها إلى أسفل . وأما الماء القوي البرودة ، فإنه إذا شرب مفردا كان إضراره عظيما ، لأنه كثيرا ما يضر بعصب المعدة والصدر ويحدث ضيقا في التنفس وانفتاقا في عروق الصدر ، وكثيرا ما يحدث خدرا وكزازا وتشنجا وفالجا . فإذا خالط الشراب ، كسر قوة



[1] في الأصل : الحاشيتين والطرفين .
[2] في الأصل : منهما .
[3] سنخ الشئ ( لغة في زنخ ) تغير .

620

نام کتاب : الأغذية والأدوية نویسنده : الإسرائيلي    جلد : 1  صفحه : 620
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست