responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأغذية والأدوية نویسنده : الإسرائيلي    جلد : 1  صفحه : 601


القول في كيفية امتحان المياه والوقوف على لطيفها من غليظها وخفيفها من ثقيلها فيكون على ما أصف ، والله الهادي بجوده وسعة رحمته . وهو أن يؤخذ ثوب كتان ناعم ثم يشق بنصفين ثم ينزلان في ماءين مختلفتين ، ويفرك كل واحد منهما في مائه الذي هو فيه عركا جيدا ، ويعصران ويجففان في موضع واحد وهواء واحد ووقت واحد . فإن ما جف قبل صاحبه فماؤه ألطف وأخف . ومن أفضل ما يصفى به الماء للمحرورين الطين الأرمني والطين الرومي والطين الجزري المعروف بالقيموليا والطباشير . فأما المرطوبون [1] فيصفى لهم بماء اللوز المر ونوى المشمش والشبت الأبيض المنبوت وقطع خشب الساج أو في حرارة الشمس الصيفية . وأما المعتدلو المزاج فيصفى لهم بماء اللوز الحلو وسويق الحنطة والآجر الأحمر المسحوق المعمول من الطين الحر العذب . وإذا شرب الماء الشديد البرودة والمياه الكدرة الرديئة بالشراب الأبيض الخمري القابض ، دفع ضررها ، وذلك أن المياه الكدرة الفاسدة الطعم إذا شربت استحالت في المعدة بسرعة وفسدت وأفسدت جوهر المعدة وأضعفت قواها ، وإذا ضعفت قوى المعدة ، تحللت إليها من البدن كله فضول مرية كما ينجلب إلى معد المدمنين على الصوم إذا حميت معدهم وضعفت قواها لعدمها الغذاء . فإذا خرجت هذه المياه بالشراب الأبيض الخمري القابض ، أطلقتها وهضمتها ومنعت من استحالتها وحلت قوة ما لعله قد يجلب إلى المعدة من الأخلاط وكسرها كما يحل الماء العذب قوة الشراب الصرف ويكسر حدته .
وليس إنما فضيلة هذا النوع من الشراب في هذا الموضع تحليل الفضول فقط ، لكن لأنه بعقب ذلك يقوي فم المعدة بقبضه ويعينها على دفع ما يؤذيها إلى أسفل ويخرجه مع الثقل . فأما الماء الشديد البرد فإنه كثيرا ما يضر عصب الصدر والمعدة والأمعاء وسائر العصب بقوة برده ، ويحدث في البطن كله وجعا ، ويولد ضيقا في الصدر وآلات التنفس وانقباضا في عروق الصدر وخدرا في العصب كله وتشنجا وفالجا . فإذا مزج بالشراب اعتدلت برودته بلطف حرارة الشراب ، وزال عنه إضراره بالعصب . ولذلك وجب على كل من كان مرطوبا ، إما من الطبع ، وإما من السن ، وإما لحال عرضت له ، أن يمتنع من شرب الماء البارد أصلا ولا يقربه إذا أمكن ذلك . فإن هو اضطر إلى شربه ، فلا يقدم عليه إلا بعد طبخه في قدر جديدة لم تستعمل قبل ذلك أو قدر فخار كذلك ، إلى أن يذهب منه الثلث أو النصف ثم يطيب بمصطكى



[1] في الأصل : المرطوبين .

601

نام کتاب : الأغذية والأدوية نویسنده : الإسرائيلي    جلد : 1  صفحه : 601
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست