نام کتاب : الأغذية والأدوية نویسنده : الإسرائيلي جلد : 1 صفحه : 513
في البورق أما البورق فهو على ضربين : لان منه البورق على الحقيقة ، وسماه جالينوس البورق الإفريقي والبورق الزبدي ، ولعل هذا خطأ من الوراقين . وأما أهل مصر فيعرفونه بالنطرون . ومنه نوع سماه جالينوس زبد البورق وهو البورق الأرمني . فأما البورق الريفي [1] فجامد مجتمع صلب . والمختار منه يعلو لونه تورد قليل ، وغير المختار منه رمادي اللون ترابي ، فيه تجفة قليلة . وأما زبد البورق فمنظره منظر دقيق الحنطة لأنه خفيف منطحن . والفرق بين هذين أيضا وبين الملح ، أن الملح قوته مركبة لان فيه ، مع حرارته ، كيفية قابضة يقوي بها الأبدان ويجففها ويصلبها . والبورق الريفي فقوته ساذجة بسيطة ، لأنها من حرارة مفردة ليس معها قبض ولا تجفيف . ولذلك صار أشد تحليلا وأقوى غسلا وتنقية من الملح . ومن قبل ذلك يغتسلون به في الحمامات لتحليله وجلائه وغسله الوسخ . وليس إنما يغسل الوسخ فقط ، لكنه يشفي الحكة العارضة في سطح البدن ، وبخاصة إذا خلط بالخل ، لأنه يحلل الرطوبات الصديدية المولدة للحكة ويقطعها وينقيها . ولما فيه من هذه القوة ، صار المتطببون يدخلونه في الأدوية المحللة المنقية للعفونة . وإذا سحق وذر على الشعر ، أرقه وأماته [2] . أما ازدراده [3] فإنه لا يجب أن يطلق إلا عند الضرورة ، لأنه مخصوص بتلذيع عصب المعدة والاضرار به وإحداث القئ والغثي جميعا . وزعم جالينوس عن إنسان من القرويين أنه كان يستعمل هذا البورق في كل وقت في مداواة الاختناق من الفطر فينجح به . وأما زبد البورق فإن قوته متوسطة بين قوة البورق الريفي وبين قوة الملح ، لان فيه شيئا من قبض ، إلا أن الطلاء عليه أغلب . فإذا أحرق ، صار . . . [4] لان النار ملطفة ومفيدة جفافا وقوة على التجفيف والتحليل . وإذا ورد البدن منه شئ ، كان فعله في تقطيع الأخلاط الغليظة اللزجة وتلطيفها أكثر من فعل الملح كثيرا . والمحرق منه وغير المحرق نافعان من الاختناق العارض من أكل الفطر . والله أعلم .
[1] لعلها : الإفريقي . [2] كذا في الأصل . ولم يرد هذا الفعل للبورق في غير مرجع . [3] أزرد الطعام وتزرده : زرده وابتلعه . وفى الأصل : الادارده . [4] بياض في الأصل مقدار ثلاث كلمات . ولعلها : ( قريبا من البورق ) : الإفريقي ( عن ابن البيطار ) .
513
نام کتاب : الأغذية والأدوية نویسنده : الإسرائيلي جلد : 1 صفحه : 513