responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأغذية والأدوية نویسنده : الإسرائيلي    جلد : 1  صفحه : 453


في البصل والثوم والكراث أما البصل والثوم فأكثر ما يؤكل منهما أصولهما ، وقل ما يؤكل منهما أوراقهما وقضبانهما إلا أن تكون طرية رطبة . وقوة الثلاثة الأنواع ، أعني البصل والثوم والكراث ، قوية شديدة الحدة والحرافة من قبل أنها مركبة من جوهر حاد حريف يخالطه جوهر غليظ أرضي وجوهر رطب مائي وجوهر لطيف هوائي ، وقد تمتاز هذه الجواهر بعضها من بعض عند ذوقها وعصرها واستخراج مائيتها ورطوبتها ، لأنا نجد الجوهر الرطب المائي والجوهر اللطيف الهوائي يميزان ويخرجان في الرطوبة ويبقى في الثفل الذي هو الجوهر الغليظ الأرضي فيه حرافة وحدة . وبيان ذلك أن إنسانا لو أخذ أحدها فدقه وعصره وتركه وقتا حتى يرسب كدره ثم روقه وصفاه لوجد الثفل غليظا أرضيا شديد الحدة والحرافة ، ووجد الرطوبة مائية سيالة فيها حرارة لطيفة هوائية ، إلا أن بين كل واحد من هذه الأنواع الثلاثة ، أعني البصل والثوم والكراث وبين الآخر ، فرقا بينا من قبل أن البصل يسخن في أول الدرجة الرابعة ويرطب في وسط الدرجة الثالثة . والثوم يسخن ويجفف في الرابعة . والكراث يسخن في الدرجة الثالثة ويجفف في الثانية . ولذلك صار البصل إذا استعمل بجملة أجزائه ، ولد في المعدة ، بفضل حدته وزيادة رطوبته ، أخلاطا رديئة مذمومة معطشة مهيجة للغثي والرياح النافخة مورثة لخبث النفس والصداع والهوس لكثرة ما يترقى من بخاره الردئ المذموم إلى الرأس . ومن قبل ذلك صار الاكثار منه مهيجا لاختلاط العقل وفساد الذهن ، ومولدا لأحلام رديئة الماناخوليا [1] ، وبخاصة إذا استعمل بعقب الأمراض . وإذا أخذ منه بقدر على سبيل الدواء في أوقاته وبحسب الحاجة إليه ، كان منه دواء مسخنا ملطفا للفضول الغليظة ، ومقطعا للأخلاط اللزجة ، ومفتحا لأفواه العروق ، ومدرا [2] للبول والطمث ، ومسكنا للجشاء الحامض ، ومفتقا لشهوة الطعام ، ومخلخلا لسطح البدن ، ومحللا للبخارات منه ، وجالبا للعرق ، وملطفا للبطن ، وزائدا في المني



[1] في الأصل : المالنخوليا . وصوبه في الهامش .
[2] في الأصل : مر .

453

نام کتاب : الأغذية والأدوية نویسنده : الإسرائيلي    جلد : 1  صفحه : 453
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست